كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 5)

دكينٍ، قال: حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، عن النعمان بن بشيرٍ رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بمثله.
فالقلب: ملك، والأركان عبيد، إنما يعمل كل ركن في معمله بمشيئة القلب وأمره والقلب في مشيئة الله يشاء، لم يكلها إلى أحد سواه، ولم يطلع على القلب أحداً، يضع منها ما شاء، ويرفع منها ما يشاء، فالنور فيه، والتوحيد فيه، والطاعات منه، وفكر ذلك كله في الصدر، وعن الصدر تصدر الأمور، ولذلك سمي الصدر صدراً، والقلب لتقلبه، والفؤاد لتفييده، وهي بضعة واحدة، فالفؤاد: البضعة الظاهرة، والقلب: البضعة الباطنة التي في جوف الفؤاد، وفي الفؤاد العينان والأذنان.
ألا ترى إلى قوله عز وجل: {ما كذب الفؤاد ما رأى}، فنسب الرؤية إلى الفؤاد، ومنه قيل لخبز الملة: خبز فئيد؛ لأنها خبزة في جوف خبزة،

الصفحة 94