كتاب الضوء اللامع لأهل القرن التاسع (اسم الجزء: 5)

الْأُصُول عِنْد قنبر وَلكنه لم يمهر فِي شَيْء من ذَلِك واعتنى بِهِ عَمه فأسمعه الْكثير على الصّلاح الزفتاوي والتنوخي وَابْن أبي الْمجد ابْن الشيخة وَابْن الداية والحافظين الْعِرَاقِيّ والهيثمي والأبناسي والغماري والحلاوي والسويداوي والتقي الدجوي والفرسيسي وَابْن الفصيح وَالْجمال الرَّشِيدِيّ وناصر الدّين الْعَسْقَلَانِي الْحَنْبَلِيّ وستيتة ابْنة غالي وَخلق وَمِمَّا سَمعه على ستيتة أَخْبَار الطفيليين وعَلى ابْن الشيخة مشيخة ابْن عبد الدَّائِم وَالْأَرْبَعِينَ للْحَاكِم وعَلى التنوخي جُزْء الْأنْصَارِيّ وجزء أبي الجهم وَكتب عَن الْعرَاق كثيرا من أَمَالِيهِ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَطَائِفَة، وَحج غير مرّة وجاور وَكَانَ يَقُول أَنه سمع هُنَاكَ على الْجمال بن ظهيرة وَكَذَا سَافر لدمشق وزار بَيت الْمُقَدّس حِين كَانَ عَمه شيخ صلاحيته وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَأم بالصالحية وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أخذت عَنهُ أَشْيَاء وَكَانَ عَظِيم الرَّغْبَة فِي الأسماع محبا فِي الْأَقْرَاء وَفِي كَلَامه تزيد. مَاتَ فِي شعْبَان سنة سِتّ وَخمسين رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ.
عبد الله بن أَحْمد بن قَاسم بن مُنَاد النفزاوي الْقَرَوِي بَلَدا نِسْبَة للقيروان المغربي الْمَالِكِي. ولد سنة فِي حُدُود سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالقيروان وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن لنافع على مُحَمَّد بن أبي زيد صَاحب قصر المنستير وَفِي الْفِقْه على مُحَمَّد بن مَسْعُود وَعنهُ أَخذ التصوف وصحيح مُسلم والشفا على أبي عبد الله مُحَمَّد الرماح وَأبي الْقسم بن نَاجِي وَكتاب البردعي والمورد العذب وَكِلَاهُمَا فِي الْوَعْظ على حسن الحلقاوي والأذكار على مُحَمَّد بن عبد الله الشيبي فِي مَزَار الشَّيْخ عبد الله بن أبي زيد، وشغف بالتصوف وَأَهله فَأخذ عَن أبي زيد عبد الرَّحْمَن الْبَنَّا وَسَالم المرو وَغَيرهمَا، وَحج مرَارًا من سنة تسع وَعشْرين إِلَى سنة سِتّ وَأَرْبَعين ولقيه البقاعي فِيهَا وَقَالَ إِنَّه كَانَ شَيخا جسنا يلوح عَلَيْهِ الْخَيْر وسلامة الْفطْرَة غير أَنه متوغل فِي أُمُور الصُّوفِيَّة منهمك فِي عشرتهم قد اخْتلطت كلماتهم وأفعالهم بِلَحْمِهِ وَدَمه سريع النّظم مَعَ لحنه وَرُبمَا يَقع لَهُ الْوسط وَعِنْده فَضِيلَة، وَدخل تونس وَأخذ عَنهُ أَصْحَابه قصيدته الصفوة)
شرح القهوة وأولها:
(أيا ساقي لنا صفوا ... أدرها لي بِغَيْر مزاج)
وَكَذَا دخل قسطنينة وبسكرة وصنف انجاد الأنجاد فِي فضل الْجِهَاد ونظم قصيدة وعظية فِي الْأَهْوَال الأخروية أَولهَا:
(بِحَمْد الله أبتدئ الْمسَائِل ... وَحمد الله عون لكل قَائِل)
وَأُخْرَى تسمى أنوار الْفِكر فِي أسرار الذّكر أَولهَا:
(إِذا أردْت بعون الله تتزر ... دوَام نَصَحْتُك ذكر الله تنتصر)

الصفحة 10