كتاب تراجم المؤلفين التونسيين (اسم الجزء: 5)

ومحمد العواني وعمر المسرّاتي القيروانيين وشيخه محمد بن قليل الهمّ المنتقل من القيروان إلى تونس وغيرهم.
تخرّج به الشيخ أحمد حلولو القيرواني وغيره.
تولى القضاء كما سبق بجربة وبباجة ومكث بها سبعة أشهر ثم نقل إلى الأربس ثم إلى سوسة وقابس وتبسة، ثم إلى القيروان وأقرأ بها التفسير وغيره.
وكان عارفا بقيمة خطة القضاء، صلبا في الحق، لا يداري أصحاب السلطة التنفيذية السياسية على استيفاء الحقوق ممّن صدرت ضده الأحكام، ويقدّم الولاة شكاياتهم إلى ملك الوقت، وشيخه الغبريني يحميه من كيدهم على ما يستفاد من ترجمة أحمد بن أبي محرز فقد قال: «وشاهدت في زماننا قائد الموضع يخرج من سجنه القاضي ويقول: عليه طلب المخزن، وهو يكذب في ذلك، وهب أنه يصدق فلا يجوز له ذلك، وإن هو فعله فأقل المراتب أن يردّه كما كان، ويتغافل بعض القضاة عن ذلك لئلا يتخاشن معه فما ينصفه في مرتبه، فأحرى أن لو خاف من تسبّبه في عزله، وقد وقفت في هذا الباب في مدينة باجة وطاردني ولاتها بمكاتبتهم لأمير المؤمنين أبي فارس عبد العزيز وغلبتهم عنده، والمباشر لي في ذلك شيخنا أبو مهدي عيسى الغبريني - رحمه الله تعالى - فإن جواب أمير المؤمنين أن من عليه طلب المخزن من البوادي وسبق حكم الشرع فيه فإن ادّعى ذلك فحكمه مقدم وإن سبق حكم المخزن فيه ودعا الشرع يؤخذ طلب المخزن من حكم وغيره ويرد يفوز ذلك القاضي وينفذ الحكم على هذا يكون العمل» (¬8) وهو قرار حاسم لتطاول الولاة على المسّ من حرية القضاء والتدخل في شئونه حسب الهوى.
¬_________
(¬8) معالم الإيمان 2/ 47 - 48 (ط 2/).

الصفحة 12