كتاب تراجم المؤلفين التونسيين (اسم الجزء: 5)

حرف الفاء
667 - ابن فرّوخ (115 - 175 هـ‍) (733 - 792 م)
عبد الله بن فرّوخ الفارسي، الفقيه الفاضل، الورع المتواضع، قيل إن مولده بالأندلس، ثم سكن القيروان، واستوطنها، ومن تواضعه أنه كان يغسل موتى الضعفاء بيده.
رحل إلى المشرق وسمع من زكرياء بن أبي زائدة، ومن مالك بن أنس، وأبي حنيفة، وسفيان الثوري، والأعمش، وهشام بن حسّان، وابن جريج.
وكان اعتماده في الحديث والفقه على مالك بن أنس، وبصحبته اشتهر، وبه تفقّه، ولكنه كان يميل إلى النظر والاستدلال، فربما مال إلى قول أهل العراق فيما تبين له منه الصواب.
وبعد قضاء وطره من رحلته الأولى، رجع إلى القيروان يعلّم الناس ويحدّثهم، فانتفع به خلق، وفي رحلته الثانية قدم على مالك فقام له مالك، وكان لا يفعل ذلك لكثير من الناس، فأجلسه إلى جنبه، وقال لو علمت بقدومك لأتيت إليك، وجعل مالك لا ترد عليه مسألة - وعبد الله حاضر - إلا قال: أجب أبا محمد، فيجيب عبد الله، ثم يقول مالك للسائل: هو كما قال لك، ثم التفت مالك إلى أصحابه فقال: هذا فقيه المغرب.
ورجع من رحلته الثانية هذه فأتى مصر، ولبث بها مدة يسيرة، فوافاه أجله ودفن بالمقطم.

الصفحة 250