كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 5)
إِليه الأَضُبِّ، فأَهوى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو يظن أنها دجاجات فقلت: يا رسول اللَّه أَتدرى ما هذا؟ قال: لا، ثُمَّ أَمسك يده, فقلت: هذا ضب, فقال: ذاك وذكره، فقال خالد: أَحرام هو؟ قال: لا فأَكل منه خالد بين يديه وهو ينظر، ورجاله ثقات، وفيهم (محمد بن إِسحاق) وهو صدوق (¬1).
29/ 14233 - "ذَاكَ فعْلُ أَهْل الكِتَابِينِ" يعنى التهنئة بالعيدِ.
الديلمى عن عبادة بن الصامت قال: سأَلت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن قول الناس، في العيدين: تَقَبَّل اللَّهُ مِنا ومِنك، فقال ذاك، وسنده ضعيف (¬2).
30/ 14234 - "ذَرُوهَا ذمِيمَةً".
د عن أنس بن مالك قال رجل: يا رسول اللَّه، إِنا كنا في دارٍ كثيرٌ فيها عَدَدُنا، كثير
¬__________
(¬1) الحديث جزء من حديث طويل ورد في مجمع الزوائد 4 ص 38 ونصه: عن ميمونة زوج النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- قالت: أهدت لى أختى أم حفيدة أضبا، فانصرف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من العشاء ومعه خالد وهو ابن أختها فقدمت إليه الأضب فأهوى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو يظن أنها دجاجات- فقلت يا رسول اللَّه، أتدرى ما هذا؟ قال: لا، ثم أمسك يده، ثم قلت: هذه أضب، فقال: "ذاك طعام الأعراب" فقال خالد: أحرام هو؟ قال: "لا" فأكل منه خالد بين يديه وهو ينظر -صلى اللَّه عليه وسلم- رواه الطبرانى في الكبير وفيه (محمد ابن إسحاق) وهو ثقة ولكنه مدلس وبقية رجاله ثقات. وما بين القوسين الأخيرين من هامش مرتضى ونص الحديث سقط من هامش مرتضى. ورجع فيه إلى مجمع الزوائد - كما أشار إلى ذلك في الأصل (المخطوط).
والأضب: بفتح الهمزة وضم الضاد المعجمة وتشديد الباء- جمع ضب وهو حيوان صحراوى كانت تأكله البدو.
والتدليس ثلاثة أقسام: (أحدها) أن يسقط اسم شيخه ويرتقى إلى شيخ شيخه أو من فوقه موهما أنه سمعه منه وإنما يكون ذلك تدليسا إذا كان المدلس قد عاصر الذى روى عنه أو لقيه (ثانيها) تدليس التسوية بأن يسقط ضعيفًا بين شيخيه الثقتين يستوى الإسناد كله ثقات (ثالثها) تدليس الشيوخ بأن يسمى شيخه الذى سمع منه بغير اسمه المعروف أو يصفه أو ينسبه إلى غير ما أشتهر به.
والتدليس حرام، وقد اختلف العلماء في قبول رواية المدلس: فذهب فريق منهم إلى أن التدليس جرح ولا يُقبل حديث المدلس مطلقا، وقيل: يقبل، وذهب الجمهور إلى قول تدليس من عرف أنه لا يدلس إلا عن ثقة كابن عيينة وإلى رد من كان يدلس عن الضعفاء اهـ مقتبسا من النخبة النبهانية ص 26، 27.
(¬2) الحديث من هامش مرتضى، وورد في لسان الميزان لابن حجر جـ 3 ص 400 تحت رقم 1583 في باب من اسمه عبد الخالق ما يأتى: عبد الخالق بن زيدين واقد عن أبيه. قال النسائى ليس بثقة. وقال البخارى: منكر الحديث، نعيم بن حماد ثنا عبد الخالق بن زيد عن أبيه عن مكحول عن عبادة بن الصامت -رضي اللَّه عنه- سألت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن قول الناس: "تقبل اللَّه منا ومنكم" قال: ذلك فعل أهل الكتاب وكرهه اهـ.
الصفحة 54
879