كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 5)

والحِفْش: -بكسر الحاء المهملة وإسكان الفاء وبالشين المعجمة-: بيتٌ صغيرٌ حقيرٌ قريبُ السَّمْك، وقيل: هو الخُصُّ، وقيل: الحِفْشُ مثلُ القُفَّة من الخوص، تجمعُ فيه المرأةُ غَزْلَها وأسبابها (¬1)، قاله ع (¬2).
والتفسير الأول أليقُ بمعنى الحديث، ويليه الثاني، وأما الثالث، فبعيدٌ عن معنى الحديث جدًّا، واللَّه أعلم.
وقولها: فتفْتَضُّ: هو بالفاء والضاد المعجمة.
قال ابنُ قتيبة: سألتُ الحجازيين عن معنى الافتضاض، فذكروا: أن المعتدَّةَ كانت لا تغتسل، ولا تمسُّ ماءً ولا تقلِّم ظُفرًا، ثم تخرجُ بعد الحول بأقبحِ منظرٍ، ثم تفتضُّ، أي: تكسر ما هي عليه من العِدَّةِ بطائر، تمسحُ قُبُلَها به، وتنبذه، فلا يكاد يعيش ما تفتضُّ به.
وقال مالك: تمسحُ به جلدَها كالنشرة.
وقال ابن وهب: تمسحُ بيدها (¬3) عليه، أو على ظهره.
وقيل: معناه: تمسح به، ثم تفتضُّ، أي: تغتسل بالماء العذب، والافتضاض: الاغتسالُ بالماء العذب للإنقاء (¬4)، وإزالة الوسخ حتى تصير كالفِضَّة.
¬__________
(¬1) في "ز": "وأشيائها".
(¬2) انظر: "إكمال المعلم" (5/ 71).
(¬3) في "ت": "يديها".
(¬4) في "ز": "الإنقاء".

الصفحة 33