كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 5)
ويجري هذا المجرى -أيضًا- أسماءُ الأعلام الموضوعةُ لما لا يعقل؛ كقولك: هذا أبو (¬1) مهدي بنُ حفصة، وأبو مهدي: الديك، وحفصةُ: الدجاجة، وهذا سمسمُ بنُ ثعالة، وسمسمٌ، وثعالةُ: من أسماء الثعلب (¬2)، وكقولهم: للخبزِ: جابرُ بنُ حَبَّةَ، سُمي جابرًا؛ لأنه يجبر الجائعَ، وهو متَّخذ من حَبِّ الطعام، قال الشاعر:
أَبُو مَالِكٍ يَعْتَادُنَا في الظَّهَائِرِ ... يَجِيءُ فَيُلْقِيَ رَحْلَهُ عِنْدَ جَابِرِ
وأبو مالك كنية للجوع (¬3)، واللَّه أعلم.
وانظر لم قال الراوي: أن (¬4) فلانَ بنَ فلان، فكنَّى عنه، ولم يُعَينه (¬5)، وهو عُوَيمِرُ بنُ أبيضَ العجلانيُّ، الأنصاريُّ، المشهورُ بصاحب اللِّعان.
الثاني: قوله: "أرأيتَ لو أَنَّ أحدنا": ظاهره:
أنه سؤالٌ عما لم (¬6) يقع، ويحتمل أن يكون قد وقع، فعلى الأول: ينطبق قوله: "إنَّ الذي سألتُك عنه قد ابتُليتُ به"، وعلى الثاني: وهو أن يكونَ الأمرُ قد وقعَ قبلَ السؤال؛ لكن لما تأخَّر جوابه، بينَ ضرورَته
¬__________
(¬1) "أبو" ليس في "ت".
(¬2) في "ت": "الكلب".
(¬3) في "ت": "الجوع".
(¬4) "أن" ليس في "ت".
(¬5) في "ت": "يبينه".
(¬6) "لم" ليست في"خ" و"ز".