كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 5)

ليستجرَّ (¬1) بذلك الجواب، ليعرف الحكم، فيعمل (¬2) بمقتضاه.
الثالث: قوله: "فأنزل اللَّه -تعالى- هؤلاء (¬3) الآياتِ" يقتضي أن سؤالَه سببُ نزولها، وقد صحح ابنُ عطيةَ أن سببَ نزولها هلالُ بنُ أميةَ، فقال (¬4): إنه الصحيحُ المشهور (¬5)، وأبى ذلك الطبريُّ وغيرُه، وهذا الحديث يدلُّ لهم، كما تقدَّم.
وقد أُجيب عنه: بأن قولَه لعويمر: "قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكَ وَفي صَاحِبَتِكَ قُرْآنًا"، معناه: ما نزلَ في هلالِ؛ لأن ذلك حكم عامٌّ لجميع المسلمين.
قال ع، وتبعه (¬6) ح (¬7): ويحتمل أن تكون الآية نزلتْ فيهما، فلعلَّهما سألا في (¬8) وقتين متقاربين، فنزلت الآيةُ فيهما، وسبقَ هلالٌ باللعان، واللَّه أعلم.
قلت: وكلُّ هذا محتمَل، واللَّه أعلم.
¬__________
(¬1) في "ت": "ليستخبر".
(¬2) في الأصل: "فيعلم"، وهو خطأ.
(¬3) في "ت": "هذه".
(¬4) في "ت": "وقال".
(¬5) انظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية (4/ 166).
(¬6) في"ت": "وتابعه".
(¬7) "خ" ليس في "ت".
(¬8) في "خ": "عن".

الصفحة 42