كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 5)

قالوا: وكانت قصةُ (¬1) اللعان في سنة تسعٍ من الهجرة (¬2)، وتلاوتُه -عليه الصلاة والسلام- الآياتِ؛ ليُعرف حكمُها، ويُعمل بها.
الرابع: قوله: "ووعَظَه وذَكَّرَه":
قال الجوهري: الوَعْظ: النُّصْحُ، والتذكيرُ بالعواقبِ، تقول: وَعَظْتُهُ وَعْظًا وعِظَةً، فاتَّعَظَ؛ أي (¬3): قَبِلَ المواعِظَ (¬4) (¬5).
قلت: فعلى هذا التفسير يكون قولُه: "وذَكَّرَه" من باب: أقوى وأقفر؛ إذ التذكيرُ مدلولُ الوعظِ؛ كما أن الإقفارَ من مدلولُ الإقواء، واللَّه أعلم، فيكون الوعظُ سُنَّةً للمتلاعِنَيْنِ، وكذلك تخويفُهما من وَبال اليمين الكاذبةِ، وأن (¬6) الصبرَ على عذابِ الدنيا وهو الحدُّ، أهونُ من عذاب الآخرة.
ع: وذهب الشافعيُّ إلى أن الإمام يَعِظُ كلَّ واحدٍ بعدَ تمام الرابعةِ، وقبلَ الخامسة، وقال الطبري فيه: إنه يجبُ للإمام (¬7) أن يعظَ
¬__________
(¬1) في "ت": "قضية".
(¬2) انظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (5/ 86)، و"شرح مسلم" للنووي (10/ 120).
(¬3) "أي" ليس في "ت".
(¬4) في "ت": "بالمواعظ".
(¬5) انظر: "الصحاح" للجوهري (3/ 1181)، (مادة: وعظ).
(¬6) في "ت": "فإن".
(¬7) في "ت": "على الإمام".

الصفحة 43