كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 5)
به، ألا ترى أن النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال في قصة المتلاعنة (¬1): "إِنْ جَاءَت (¬2) بِهِ كَذَا وَكَذَا، فَمَا أَرَاهُ إِلَّا كَذَبَ عَلَيْهَا (¬3)، وَإِنْ جَاءَتْ بِهِ كَذَا وَكَذَا (¬4)، فَمَا أَرَاهُ إِلَّا صَدَقَ عَلَيْها"، فَجَاءَتْ بِهِ عَلَى النَّعْتِ المكروهِ، ثم لم يحكم به، وإنما يُحكم بالشبه (¬5) في موضعٍ لا يوجد فيه (¬6) أقوى منه؛ كالحكم بالقافَةِ، وأبطل معنى الشَّبَه (¬7) في المتلاعنة (¬8) إلى وجود الفراش أقوى منه، وهذا كما يحكم في (¬9) الحادثة بالقياس إذا لم يكن فيها نصّ، فإذا وجد فيها ظاهر، ترك له القياس، واللَّه أعلم (¬10).
وفيه: أن فراشَ الأمةِ كالحرة، وهو مذهبنا؛ أعني: أنها تكون فراشًا بالوطء، فمتى (¬11) اعترفَ سيدُها بوطئها، أو أتتْ بولدٍ، فاعترف
¬__________
(¬1) في "ت": "الملاعنة".
(¬2) في "خ": "جاء".
(¬3) "عليها" ليس في "ت".
(¬4) "وكذا" ليس في "ت".
(¬5) في "ت": "به".
(¬6) "فيه" ليس في "ت".
(¬7) في "خ": "النسبة".
(¬8) في "ت": "الملاعنة".
(¬9) في "ت": "وفي".
(¬10) انظر: "معالم السنن" للخطابي (3/ 279).
(¬11) في "ت": "فمن".