كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 5)

يُرجم المحصَنُ، وإنما معنى الحجر هاهنا (¬1): الحرمانُ والخَيْبَة، كقولك إذا خيبتَ الرجلَ (¬2) وآيسته من الشيء: مالكَ غيرُ التراب، وما في يدك غيرُ الحجر، ونحو ذلك من الكلام، وقد رُوي عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: أنه قال: "إِذَا جَاءَكَ صَاحِبُ الكَلْبِ يَطْلُبُ، فَامْلأْ كَفَّهُ تُرَابًا" (¬3)، يريد: أن الكلبَ لا ثمنَ له، فضرب المثل بالتراب الذي ليس له قيمةٌ (¬4).
وقوله -عليه الصلاة والسلام-: "يا عبدُ بنَ زمعة" يجوز في (عَبد) ضمُّ الدال، وهو الأصل، وفتحُها (¬5) إتباعًا لنونِ (ابن)، وإسكانُ ميم (¬6) (زمعة) أكثرُ من الفتح.
* * *
¬__________
(¬1) "هاهنا" ليس في "ت".
(¬2) في "ت": "الإنسان".
(¬3) رواه أبو داود (3482)، كتاب: الإجارة، باب: في أثمان الكلاب، من حديث ابن عباس. وإسناده صحيح كما قال الحافظ في "الفتح" (4/ 426).
(¬4) انظر: "معالم السنن" للخطابي (3/ 281).
(¬5) في "خ": "وفتحه".
(¬6) في "ت": "والإسكان في ميم".

الصفحة 66