كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 5)

قلت: وسببُ سرور النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بذلك: هو (¬1) أن العرب كانت تقدَحُ في نسب أسامةَ حِبِّ رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكان ذلك يسوْءُه منهم (¬2)؛ لكونه أسودَ شديدَ السواد، وكان زيدٌ (¬3) أبوه أبيضَ من القطن، فلما قضى هذا القائفُ بإلحاق هذا النسب، مع اختلاف اللون، وكانت الجاهلية تُصغي إلى قول القافة (¬4)، سُرَّ بذلك النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- (¬5)؛ لكونه كافًّا لهم (¬6) عن الطعن فيه (¬7).
ق: ولم يذكر في هذه الرواية تغطيةُ أسامةَ وزيدٍ رؤوسَهما، وظهورُ أقدامهما (¬8)، وهي زيادة مفيدة جدًا؛ لما فيها (¬9) من الدلالة على صدق القيافة.
قال: وكان يُقال: إن من علوم العرب ثلاثًا: السيافة، والعيافة، والقيافة.
¬__________
(¬1) "هو" ليس في "ت".
(¬2) في "ت": "وكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يسوءُه ذلك".
(¬3) "زيد" ليس في "ت".
(¬4) في "ت": "القائف".
(¬5) "النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-" ليس في "ت".
(¬6) "لهم" ليس في "ت".
(¬7) المرجع السابق، (4/ 656).
(¬8) تقدم تخريجها عند البخاري برقم (6389)، وعند مسلم برقم (1459/ 39)، وأبي داود برقم (2267)، والنسائي برقم (3494).
(¬9) في "ت": "فيه".

الصفحة 75