كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 5)
فأما السِّيافَةُ: فهي شَمُّ (¬1) ترابِ الأرض ليعلم الاستقامة على الطريق، والخروج منها، قال المعري:
أَوْدَى فَلَيْتَ الحَادِثَاتِ كَفَافي ... مَالُ المُسِيفِ وَعَنْبَرُ المُسْتَافِ
والمستافُ: هو هذا (¬2) القاصُّ.
وأما العِيافة: فهي زجرُ الطير، والطيرةُ، والتفاؤلُ بها، وما قاربَ ذلك.
وأما السانِحُ والبارِحُ ففي الوحش (¬3).
قلت: يريد: أن العرب كانت تتطير بالبارح، وتتفاءل بالسانح، يقال: بَرَحَ (¬4) الظبيُ -بفتح الراء (¬5) - بروحًا: إِذا ولَّاكَ (¬6) مَياسرَهُ يمرُّ من ميامِنِكَ إِلى مياسرك، [والعرب تتطير بالبارح] وتتفاءل بالسانح.
قال الجوهري: لا يمكنك أن ترميه حتى تنحرف (¬7).
قال: وفي الحديث: "العِيَافَةُ وَالطَّرْقُ مِنْ الجِبْتِ" (¬8)، والطرق:
¬__________
(¬1) في "ت": "فيشم" مكان "فهي شم".
(¬2) في "خ": "ضد" بدل "هذا".
(¬3) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (4/ 73).
(¬4) في "ت": "بزح".
(¬5) في "ت": "الزاي".
(¬6) في "ت": "ولى".
(¬7) انظر: "الصحاح" للجوهري (1/ 356)، (مادة: برح).
(¬8) رواه أبو داود (3907)، كتاب: الطب، باب: في الخط وزجر الطير، من =