كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 5)
لشدة المفسدة في ذلك -على ما تقدم- (¬1)، وقد جاء: المَعَاصِي بَرِيدُ (¬2) الْكُفْرِ، وقال تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14)} [المطففين: 14] , فيكون من باب تسمية الشيء باسم ما يُقاربه ويُدانيه، أو أنه فعل ذلك مستحلًّا، واللَّه أعلم أي ذلك أُريد (¬3).
وقوله -عليه الصلاة والسلام-: "ومنِ ادَّعى ما ليسَ له، فليسَ مِنَّا"، عموم تدخل (¬4) [فيه] الدعاوى الباطلة كلِّها؛ نسبًا، ومالًا، وعلمًا، وحلمًا (¬5)، وإليه يُشير قوله -عليه الصلاة والسلام-: "المُتَشَبِّعُ بِمَا لَيْسَ لَهُ كَلَابِسٍ ثَوْبَيْ زُورٍ"، أعاذنا اللَّه من ذلك، وسلكَ بنا أنهج المسالك (¬6)، إنه ولي ذلك، والقادرُ عليه، آمين.
ومعنى "فليس منا"؛ أي: ليس مثلَنا (¬7)، و (¬8) ليس مهتديًا بهَدْينا، ولا مُتَّبِعا لسُنَّتِنا (¬9)، وهذا أخفُّ مما قبلَه من الادِّعاء إلى غيرِ أبيه؛ لأن مفسدتَه أخفُّ، على ما تقرر.
¬__________
(¬1) المرجع السابق، الموضع نفسه.
(¬2) في "ت": "تزيد".
(¬3) في "ت": "أراد".
(¬4) "عموم تدخل" ليس في "خ".
(¬5) في "ت": "وحالًا".
(¬6) في "خ": "النهج السالك".
(¬7) في "ت": "من أمتنا".
(¬8) في "ت": "أو".
(¬9) في "ت": "لشريعتنا".