كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 5)
مقدمة
الرحم فى اللغة هو منبت الولد ووعاؤه فى البطن، وهو يطلق على الأ قارب،
وهم مَنْ بين الشخص وبينهم نسب، كأنهم جميعًا من رحم واحدة.
قال ابن الا ثير: ((ذوو الرحم هم الأ قارب، ويقع على كل من يجمع بيشك
وبينه نسب، ويطلق فى الفرائض على الأ قارب من جهة النساء، ويقال: ذو رحم
مَ! حْرَم ومُحَرَّم، وهو من لا يحل نكاحه، كالأم والبنت والأ خت والعمة
والخالة)) اهـ.
ويطلق الرحم فى باب النفقة والصلة على كل الأ قارب الذين يجمعهم
نسبَ واحد، سواء أكانوا وارثين أم غير وارثين، وسواء أكان يحرم نكاحهم أم لا
يحرم، يفول النبى كلَالط فى أهل مصر: " ستفتحون مصر، وهى أرض يسمى فيها
القيراط، فاستوضوا بأهلها خيرا، فإِن لهم ذمة ورحما " رواه مسلم عن أبى ذر (1)،
والرحم التى لهم كَوْن هاجر أم إِسماعيل منهم، وفى روايهَ ((وصهرا " والصهر كَوْن
مارية أم إِبراهيم ابن النبى ع! منهم.
ومعنى صلة الرحم وصلها، والوصل ضد القطع والهجران، والإحسان إِلى
الأ قارب هو وصل للإِنسان بهم، يقول ابن الا ثير: ((صلة الرحم كناية عن
الإِحسان إِلى الأ قربين من ذوى النسب والأ صهار، والتعطف عليهم والرفق بهم
والرعاية لأحوالهم ".
وقال النووى: ((واختلفوا فى حد الرحم التى تجب ضلتها، ففيل: هو كل
رحم محرم، بحيث لو بهان اًحدهما ذكرا والاَخر أنثى حرمت مناكحتها، فعلى
__________
(1) (6 1/ 97)، ورياض الصالحين (57 1،58 1).
108