كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 5)
و كَما تحدت القرآن عن طاعة إِسماعيل لأبيه إِبراهيم عندما رأى فى المنام أ ن
يذنحه، تحدثت السنة عن طاعته لأبيه فى تطلمِق زوجته كما سيأتى بعد.
وذكر القران قصة يعقوب مع أسرته، وموقف أولاده من أخيهم يوسف،
وإِكرام يوسف لأ بويه ورفعهما على العرش عندما دخلا مصر، وذلك فى سورهَ
كاملة هى سورة يوسف. -
وجاء فى القرآن أخذ الله الميثاق علِى بنى إِسرائيل أن يحسنوا إِلى الوالدين:
!! وَإذْ أَخَذْنَا ميثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تعْبُدُونَ إِلاَّ الئَهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا! و
أ البقرة:183، وكذلك ذكر الامتنان على زكريا بيحيى وجعله برا بوالديه،
والامتنان على مريم بعيسى وجعله برا بوالدته، كما هو مذكور فى سورة
أ مريم:4 1،132، لقد كانت السلطات الخولة لعميد الأ سرة فى التصرف فى
أفرادها كما يشاء موجبة لطاعة الا ولاد لاَبالهم طاعة عمياء كما يقولون، وكان
البر والإححصان من الدرجات العليا فى هذه الطاعة، وبالتالى كان العقوق جرمًا
عظيمًا، لقد-جاء فى كتب الهنود ((ومن ضرب أباه أو أمه يقتل قتلاً، ومن شتم
أباه أو أمه يقتل قتلاً " (1)، وكذلك جاء: ((وإدا كان لرجل ابن معاند متمرد لا
يسمع لقول أبيه ولا لقول أمه، ويؤدبانه فلا يسمع لهما يمسكه أبوه وأمه،
ويأتيان به إِلى شيوخ مدينته، ويقولان لشيوخ مدينته: ابننا هذا معاند متمرد،
ولا يسمع لقولنا، وهو مسرف وسكير، فيرجمه رجال م! دينته بحجارة حتى
يموت " (2)، فعقوبة العقوق عندهم هى الإِعدام الذى يتولاه المسئولون، وكأنهم
يحسون أن العفّوق وفساد السلوك جريمة جماعية، وهو أثر من آثار عنصريتهم
وحفاظهم على شرف نسبهم وتكتل مجتمعهم.
هذا، وقد كان العرب فى جاهليتهم يحترمون آباءهم وأمهاتهم، ولي! ر أدل
على ذلك من قولهم: فداك أبى وأمى، وهذا لا يقال إِلا للعزيز الغالى، ومنه
__________
(1) سفر التكوين، إِصخاح (5 1:3).
(2) سفر التثنحِة، إِصحاح (1 2: 8 1 - 1 2).