كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 5)
الفصل الأول
أهمية صلة الرحم
إِن القرابة من عوامل القوة للإِنسان فى حياته، يعرف أثرها واضحًا فى مثل
المواقف الحرجة والأ زمات الشديدة، وإذا كانت الصداقة والمعرفة الأ خوية تنفع فى
مثل هذه الا! حوال، فكيف بصلة الدم، ورابطة الأ سرة؟!
قيل لمعاوية بن أبى سفيان: إِن اذنَك، أى الحاجب، يقدم معارفه وأضدقاءه،
فى الإذن على أهمنراف الناس ووجوههم، فقال: ويلكم، إِن المعرفة تنفع فى
الكلب العقور والجملِ الصئول، فكيف فى رجل حسيب ذى كرم ودين؟ (1)،
ونحشا هذأ القول أيضَا إِلى المغيرة بن شعبة بدل معاونِة. (2)
والجمل الصئول هو الذى يقتل الناس ويعدو عليهم، ويقال صَئولَ البعير،
فهو ضَئولَ.
وقال رجل لزياد: أصلح أدلّه الأ ممِر، إِن هذا ئدلّ بمكانهَ يدعمِها منك، قالِ:
نعم، وأخبرك ما ينفعه من ذلك، إِن كان الحق له علَيك أخذتك به أخذا شديدَا،
وإن كان عليه قضيته عنه.
فإِذا كانت المعرفة بين الحيوان والإِنسان، وبين الناس بعضهم مع بعض
بصداقة أو مودة لا تصل إِلى درجة القرابة، تفيد، فكيف بالقرابة التى تدعو
غالبًا، أو ينبغى اأن تدعو إِلى العطف والحنو، ورعاية لصلة الدم وحرمة الأ سرة؟
يفول على كرم اللّه وجهه؟ ((عشيرهٌ للرجل خير للرجل من غير العشيرة، إِن
كَفَّ عنهم يدا واحدة كَفّوا عنه أيديا كثيرة، مع مودتهم وحفاظهم ونصرتهم،
إِن الرجل ليغضب للرجل لا يعرفه إِلا بنسبه، وسأتلو عبيكم من ذلك آيات من
__________
(1) العقد الفريد (1 1751)، مجلة التمدن الإِسلامى ص 42 2، عدد ربيع الا! ول
4 39 أ هـ.
(2) مجلة التمدن الإِسلامى ص 42 2، ربيع الأول 4 39 أ هـ.