كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 5)
بهتاب اللّه، قال اللّه عز وجل فيما حكاه عن لوط: (لَوْ أَنَّ لِي بِكمْ قوَّةً أَوْ آوِي إِلَئ
ركْنٍ ش! دِيدٍ *! أهود: 0 8، يعضى العشيرة، ولم يكن للوط عشيرة، فوالذى نفس
بيده ما بعث اللّه نبيّا من بعده إِلا فىِ نروة من قومه وٍ مَنَعَة من عشيرته، ثمِ ذكر
شعيبًا إِذ فال له قومه: (وَإِنَّا لَنَراكَ فيثَا ضَعِيفا وَلَؤلا رَهْطكَ لَرَجَمْناكَ!
أهود: 1 9،، وكان مكفوفًا، واللّه ما هابواَ إِلا عشيرته، وفمِل لئررجَمِهْر: ما قولك
فى ابن العم؟ قال: هو عدوك، وعدو عدوك " (1) اهـ.
قال العلماء: شعيب الرسول ما كان مكفوفًا، لا ن ذلك صفة نقص لا تجوز
على الأنبياء، والذى كان مكفوفًا هو شعيب صاجب موسى، ولم يكن نبيًّا،
فبينهما ثلثمائة ممنة، قاله مصحح تفسير القرطبى. (2)
و لحان! رابهّ النبى عيط اعتبار فى مبدا الدعوة، فهم أول من أرشد اللّه إِلى
دعوتهم، لأ ن الخير أولى ما يوضع ويوزع للاقارب، وكذلك ليستعين بهم عند
الحاجة بم وقد حدث أن النبى كلَب! وجه إِليهم الدعوة ة قبل غيرهم، لكنهم لم
يستجيبوِا له، بل كان بعضهم أشد عداوة له من الأ جانبا، لولا أن بعضهم دافع
عنه حَميَّةَ لا تَدَيّنَا وفى نهاية الأمر صمموا على قتله ليلة الهجرة، بطريقة كانت
قائمه عَلى اعتبار مركز الا سرة وصلة القرابة، فقد عهدوا بدلك إِلى شباب من
عده فبائل، ليرضى أهله بالدية، حيث لا يستطيعون الفّصاص من كل القبائل،
لتَفَرّق دمه فيها جميعًا، وقد شاء اللّه ألأَ يسلم ذووه أولاً، حتى يكون فضل
الانتصار وظهور الحق للّه ولرسوله، ولتظهر بذلك قوة الإِيمان التى أستطاع! أ ن
تشق طريقها وسط الأ شواك، وتتخطى الحواجز والعفّبات.
كما تبدو بدلك متانة الخلق وثبات العقيدة والصبر والأ مل الذى ملا قلب
النبى اءَديط وسرح صدره، ولو أن اللّه نصره حين اسلموا، لقيل: إِن الفضل لعشيرته
الذين آزروه لرابطة الدم، لكنه نصره، وادخر نشر الإِسلام لجماعة لم تكن لهم
صلة نسب به، بل كانت لهم صلة الإِيمان وحده، وهم الأ نصار ومعهم المهاجرون.
وأثر القرابة مقرر فى جميع الشرائع، ولا ينكره أى إنسان عاقل، والعرب فى
__________
(1) العقد الفريد (1/ 75 1) 0 (2) (9/ 91).
111