كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 5)

والا خ له منزلة عند العرب فى النصرة والعطف والرعاية، ومما يؤثر فى ذلك
قول امرأة من الخوارج أسر الحجاح بن يوسف الثقفى زوجها وابنها وأخاها، لما
قيل لها: يا أمة اللّه، إِن الحجاج قد أعطاك الخيار فى أن تختارى أحد هؤلأ الثلاثة
كى يطلق سراحه، فمن تختارين؟ حيث قالت له، بعد أن أطرقت رأسها هُنَيْهة:
الزوج موجود، والابن مولود، والأ ح مفقود، أختار الأ خ، فقال الحجاج: عفوت
عن جماعتهم، لحسن كلامها وحكمتها. (ا إأهـ.
إِنها تعنى أن الزوج إِذا فقد يوجد زوج غيره، والحصول عليه ميسور،
والابن إِذا فقد يمكن أن يولد غيره عند الزواج، أو لها ولد من زوجها الحالى،
وأما الأ خ إِذأ فقد فلن يوجد، لأن والديها أصبحا كبيرين يستبعد منهما الإِنجاب،
فهو مفقود لا لعوض.
والذى يدعو إِلى صلة الرحم والترابط بين الأفارب هو الحمية الباعثة على
النصرة، وهى أدنى رنبة من الأَ نَفة، لأ ن الأ نفة تمنع التهضم والخمول معًا، والحمية
تمنع من التهضم، وليسلها فى كراهية الخمول نصيب، إِلا أن يقترن بها ما يبعث
على الأ نفة.
ولأ همية صلة الرحم أُمرنا بتعلم الأ نساب، فعن ابن عبالس، فال: احفظوا
أنسابكم تصلوا أرحامكم، فإِنه لا بُعْد بالرحم إِذا قرتجا وإن كاشا بعيدة، ولا
قرب بها إِذا بعدت وإن كانم! فريبة، وكل رحم آتية يوم القيامة أمام صاحبها
تشهد له بصلة إِن كان وصلها، وعليه بقطيعة إِن كان قطعها.
وِإذا لمحا! ا القرابة بهذه الأ همية، فلا عجب إِذا أوضى الإسلام! تها،
وشدد فى النكير على قاطعها، والنصوص فى ذلك كثيرة، كما يتبين مما يلى فى
ناحية الصلة والبر:
أ - جعل اللّه صلة الرحم فى الاى همية نالية لأ همية توحيد اللّه سبحانه، كما
مَر ذ لمحره ف!! بر الوالدين، والوالدان هما قمة ذوى الرحم، وفد صح أدن الخالة بمنزلة
__________
(1) محاضرات الأ دباء، للا! صفهانى (1 2251).

الصفحة 114