كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 5)
الفصل الثالث
مظاهر صلة الرحم
صلة الرحم، كبر الوالدين، ليس لها مظهر معين، ولا مجال محدود، فهى
تنتظم كل جمنِل يدخل السرور عليهم، ويدفع الأ ذى عنهم، وذلك كنفقة
وهدية وزيارة وتحية وما يشبه ذلك من قول وعمل، فالمهم أدن يكون بين الإِنسان
وبين رحمه اتصال على أى نحو من الأنحاء، يتحقق به الخير، ويثمر المودة وقوة
الترابط، على ان يكودن ذلك بالطريق المشروع، وإذا كالن بر الوالدين لا يتم إِذا كان
بالمعصية، فكيف يكودن البر بغيرهما؟
يقول المناوى فى ((الإِتحافاث السنية)) ص أ 6: ((الرحم التى توصل عامة
وخاصة، فالعامة رحم الدين، وتجب صلتها بالتواد والتناصح والعدل والإِنصاف،
والقيام بالحفوق الواجبة والمستحبهَ، وأما الرحم الخاصة فبتزيد النففة على القريبا
وتفقد أحوالهم والتغافل عن زلاتهم، وتفاوت مراتب استحقاقهم فى ذلك.
وقال ابن أبى جمرة فى الكتاب نفسه: صلة الرحم بالمال وبالعودن على
الحاجة، وبدفع الضرر وبطلاقه الوجه وبالدعاء، والمعنى الجامع إِيصال ما أمكن من
الخير، ودفع ما أمكن من ال! نّر بحسب الطاقة.
وقال القاضى عياض: لا خلاف أن صلة الرحم واجبة فى الجملة، وقطيعتها
معصية حبيرة، قال: وألا! حاديت فى الباب تشهد لذلك، ولكن الصلة درجات
بعضها أرفع من بعض، وأدناها ترك المهاجرة، وصلتها بالكلام ولو بالسسلام،
ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة، فمنها واجمما، ومنها مستحب، فمن
وصل نعض الصلة، ولم يصل غايتها لا يسمى قاطعًا، ولو قصئر عما يقدر وينبغى
له لا يسمى واصلاً. (1)
__________
(1) شرح النووى لصحيح مسلم (6 1 1631).
123