كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 5)

فقيرًا، فأغناه اللّه، وأما خالد فإِنكم تظلمون خالدًا، قد احتبس أدراعه وأعتاده فى
سبيل اللّه، وأما العباس فهى علىَّ، ومثلها معها " ثم قال يا عمر، أمَا شَعَرْتَ أدن
عم الرجل صِنْؤ أبيه "؟ رواه معسلم (1)، قمِل: إِن معناه أنا ادفعها عنه، وأدفع
مثلها، حتى لا تكون هنالد شبهة فى محاباة اقاربه، وقيل: إن النبى اكلس! كان قد
أخذ منه ز لمحاة عامين مقدمًا، والنبى سيدفعها، كما جاء فى حديث آخر لغير
مسلم، ذ كره النووى. (2)
ومثل ذلك إِذا ذسمح ذوو الحقوق ب!! صام أقاربه، فلا بأس بذلك، كما اُحب
الرسول كلي! أن يعيد إِلى زينب قلادتها التى أرسلتها فداء لزوجها أبى العاين،
وكانت القلاده هدية لها من أمها، فرقَّ لها النبى اكلي!، وقال للناس: ((ألا أرجحتم
لها قلادتها " أ فأحسنوا إِليها، وفد تقدم ذلك فى الجزء الئالث.
إِن الميل إِلى تفضيلِ ذوى القربى غريزة فى النفس، يمليه حب الذات،
والإِسلام جاهد جهادًا عنيفَا! ى تهذيب هذه الغريزة، خصوصًا بين العرب الذين
كانت تتحكم فى سلوكهم ا احصبية والعنصرية، إِدن عمرو بن العاص، فى غزوة
ذات السلاسل، لم ئغرْ على أ (ب! -هـ برأ) لأنهيأ خواله، وفْىحادتْا لإِفكثارا لاو س
وا! زرج،! ن النبىَ اعَه!، فال: " من يَعْذرنى من رجل قد بلغ أذاه فى أهل
بيتى " أ فقال سعد بن معاذ الأ نصارقما: انا أعَذرك منه يا رسول اللّه، إِن كان من
الا وس ضَرَبْنَا عنقه، وإن كان من إِخواننا الخزرج أَمَرْتَنا ففعلنا أمرك، فقام سعد بن
عبادة، وهو سيد الخزرج، وكان رجلاً صالحًا، ولكن اجْتَهَلَتْه الْحَميَّةُ، فقال لسعد
ابن معاذ: كَذبْتَ لَعَمْرُ اللّه، لا تقتلْه ولا تقدر على قتله. . . وثَار الْحَيَّان حتى
هموا أن يقتتلوا، فلم يزل رسول اللّه! يُخَفِّضمهم حتى سكنوا، رواه مسلم (3)
إِلى غير ذلك من صور تظهر قوة الآثر للقرابة، والميل إِلىِ جانبها، ولهذا شدد اللّه
النهى عن مراعاة هذه الصلة فى مواطن الحق، لأ ن لها أثارَا خطيرة.
__________
(1) صحيح مسلم (56/ 7!.
(2) المرجع نفسه.
(3) (109117).
130

الصفحة 130