كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 5)
وفى الحديث أيضًا: (ا لا يشكر اللّه من لا ي! كر الناس " رواه أبو داود عن
أبى هريرة، ورواه الترمذى، وقال صحيح 110)
ومع أن الإِسلام لا يقر هؤلأ الأ قارب على مومف! هذا، فهو لا يصح أو لا يرضى
أن يعامَفوا بالمثل فَيْقْطَعوا؛ وإِن هذا مرض متَفَثرَ بين الأ قارب، وكثير منهم إِن لم
يكن أكثرهم يحسدون من هم أسعد حالاً، والحسد من طبائع النفوس، أو غالب
عليها، فهم يَنْفسئون الخير الذى عند الموسرين، وقد يتمنون زواله، مع أن بقاءه
فى مصلحتهم على أى وصع كان، وكان الجدير بهم كأعضاء أسرة، أو كجماعهَ
يجرى فى عروقهم دمٍ واحد، أو متقارب، أن تكون إِحساساتهم الطيبة متبادلة،
فذلك خير لهم جميعا، ولهذا كانت الإِساءة التى تصدر من قريب كان يؤمَّل منه
الخير شديدة الوقع على النفس، كما يقول طَرَفَةُ بن العبد:
وظَلْمُ ذوى القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند (2)
وكما يقول غيره:
كنت فى كربتى أفر إِليهم وهم كربتى فاين الفرار (3)
وقد نصح عمر بن الخطاب، تخفيفًا لحدة التحاسد بين الأ قارب، ألا
يتجاوروا، فقال لأبى موسى الأ شعرى: فرْ ذوى القرابات أن يتزاوروا، ولا
يتجاوروا. (4)
و! ال أكثم بن صَيْفى: تباعدوا فى الدالي تقاربوا فى المودة، وقال رجل لخالد
ابن صفوان: إِنى أحبك، َ فقال: وما يمنعك من ذلك ولست لك بجار ولا أخ ولا
ابن عم؟ يريد اُن الحسد موكل بالأ دنى فالاُ دنى، أى الأقرب فالأ قرب. (ْ)
وطبيعة النفس تحدث بمقابلة الإساءة بالمثل، خصوضا إِذا كان وقعها أليمًا،
فى مثل إِساءة الأ قارب، وهذا ما أملى على الشاعر اُن يقول:
__________
1 1) الترغيب 15131).
1 2) الوسيط، للسكندرى، وجاء فى عيون الأ خبار (2 881)! نه لعدى بن زيد.
31) العفد الفريد (1 1 0 5 2).
1 4) الحقد (1 661 1)، والإحياء (2 1 92 1)، وعيون الأ خبار، لابن قتيبة.
51) الحقد (1 1661).
136