كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 5)

الفصل الثالث
مظاهر قطيعة الرحم
مظاهر قطيعة الرحم كثيرة، وهى تت! ْ ح من مفّارنتها بمظاهر الصلة، فما
خالفها! ان قطيعة، فكل ما يؤذيهم قولاً أو فعلاً محرم، مادام ذلك حسب
ما ورد به الشرع، وذلك كمنع النفقة المستحقة لهم، حسب ما سبق بيانه فى
نفقة الوالدين، وحرمانهم من الصدقة والبر، او تفضيل. غيرهم عليهم فى ذلك
بدون مبرر شرعى، والتقصير فى عمل الخير لهم إِن 1 مكن عمله، والتهاون فى دفع
الشر عنهم عند الاستطاعة، ومقابلة إِساءلهم بالإِساءة وقطيعتهم بالقطيعة، وفى
الماثور: من زوج كريمته من فاسق فقد فطع رحصها، رواه ابن حبان فى الضعفاء
من حديث أنس، ورواه الثقات من قول الشعبى باِسناد صحيح. (1)
والإِسلام بوجه عام ينهى عن وَل ما يؤدى إِلى التنافر وتفكلث الرابطة،
خصوصًا!! الا! سرة، و! ان من تضريعاته فى عدم قطع الرحم تحريم نكاح المرأة
على عمتها أو خالتها.
وبعد،
فهذه هى قرابة النسب والدبم، وهذا هو نظر الإِسلام إِليها ومحافظته عليها،
وهناك رحم إِنسانية عامة تجمعها أُبوَّه آدم لجميع الكائنات البشرية، وهى نظرة فى
الا سرة أشمل، تحدد دائرة الا رحام بجميع الناس كلهم على أصل واحد، وتقرب
مسافة الخلف بينهم إِذا استشعروا هذه الرابطة الأ دببة أو النسبية العالية، ويرِجم
اللّه معاوية بن أس! سفيان الذى جاءه اعرأبى يطلب رفْده وعطاءه، قائلاَ له:
أسألك بالرحم البى ببننا إِلا ما أعطيئنى، فساله معاوية: وأين الرحم التي تجمعنا
واُنت من غير بنى أمية أ قال: أبى وأبوك آدم ت فأعطاه معاوية، قائلاً: حَقّ علىَّ انر
__________
(1) إِحياء علوم الدين بتخريج العراقى (ج 2 حهى 38).
145

الصفحة 145