كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 5)
أ أ) عن عبد الله بن مصمعود، قال: سألت النبى اكل! ْ أى عمل أحب إِلى
اللّه؟ لمحال: ((الصلاة لوقتها "، قلت: ثم أى؟ قال: ((بر الوالدين "، قلت. ثم أى؟
قال: ((الجهاد فى سبيل اللّه)) رواه البخارى ومسلم.
فهذا الترتيب فى الإِجابة الواردة على أسئلته بلفظ ثم تفيد تقديم منزلة بر
الوالدين على الجهاد فى سبيل اللّه، ونحن نعلم ما للجهاد من فضل عظيم وثواب
كبير.
(ب) جاء رجل إِلى النبى اعَلَيستأذنه فى الجهاد، فقال: ((أَحَىّ والداك؟ "
قال: نعم، قال " ففيهما فجاهد " رواه البخارى وم! -أحم وغيرهما عن عبد اللّّه بن
عمرو بن العاص.
وفى رواية لمسلم: أقبل رجل إِلى رلسول الله كل!، فقال: أبايعك على
الهجرة والجهاد أبتغى الأ جر من اللّّه، قال: " فهل من والد يك أحد حىّ؟ " قال:
نعم لمحلاهما حى، قال: " فتبتغى الأ جر من اللّه؟ " قال: نعم، قال: ((فارجع إِلى
والديك فأحسن صحبتهما ". (1)
فى روايهَ أبى داود أن الرجل قال: جئت أبايعك على الهجرة، وتركت أبوى
يبكيان، فقال: ((ارجع إِليهما فأضحكهما كما أبكيتهما " (2)
قال العلماء: إِن استتئذان الوالدين فى الجهاد محله إِذا كان الجهاد مندوبًا أو قهضِ
كفاية، 1 ما ءِذا تعين كالنفير العام: إِذأ هوجمنا، أو كان وجوده فى الجيش ضروريَا
لإِتقانه استعمال نوع من السلاح متلاً، لم يكن هناك داع إِلى استئذانهما.
ومن طريف ما يحكى هنا ما رواه البيهقى فى كتابه ((المحاسن والمساوى"
(2/ 9 1 1)، وما ذكره ياقوت الحموى فى حَتابه ((معجم البلدالن)) مادة: بساق،
وابن قتيبة فى ((عيودن الأ خبار" بر3 أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه لما وجه
جيشهًا إِلى اليرموك قام إِليه " 1 مية بن الأ شكر)) 31) الكنانى، فقال: يا أمير المؤمنين،
__________
(1) المرجعان السابقان. (2) اكخميب (3/ 30 1).
(3) فى! سد الغابة رقم 227: الأ سكر.
15