كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 5)

الفصل الأول
نظرة الإِسلام إِلى الخدمة والاستخدام
1 - الخدمة:
خدمة الإِنسان لمحيره أمر مضروع، والسعى إِليها والبحث عنها كذلك 1 مر
يقره الشرع، إِذ أنها لا تعدو أن تكون عملاً يؤدَّى للغير نطير مقابل، والنصوص
الواردة فى العمل بوجه عام يصح حملها على الخدمة كجزئى من جزئياته، وهى
تدخل فيه دخولاً أوليُّا كما يقول الفقهاء.
لقد أدى النبى عل! خدمات لخديجة قبل البعثة، كما رعى الغنم للناس فى
مفابل أجر، إِذ صح فى الحديث: ((ما بعث اللّه من نبى إِلا رعى ا! غنم، قالوا:
وأنت يا رسول اللّه؟ قال: نعم، كنت أرعاها على قراريط لا! هل مكة " رواه
البخارى عن أبى هريرة.
ولم يجد النبى فى ممارسة هذا العمل عيبًا، ولا فذى الإِخبار عنه كذلك،
فالعيتر الذى يأتى عن طريق الجد والعرفق والكفاح أشرف مما يأتى بطريق غير
مشروع، أو بدون عمل كالسؤال والاستجداء.
ومما يدل على مشروعية الخدمة أن النبى عَيث! وافق محليها، واتخدْ هو
خدمًا، ولو كانسا ممنوعة ما أقرها وما اتخدها، وناهيك بأم أن! مق التى عر! ا على
النبى كلَي! ابنها ليتشرف بخدمته.
ومن المؤسف أن تأنف من الخدمة بعض الا"سر أو بعفالبلاد، فى الوقت
الذى تحتاج فيه إِلى مورد رزق، ويعز عليها "ن تجدد، وقد نلجأ البعض إِلى
احتراف النشِل أو تجارة المحرمات، أو التكسب بالعرض والشرف، ويأبئ اأر يكون
خادمًا مستقرأ باجر مناسب كريم.
أما إِذا كان هناك مورد رزق آخر فلا بأس برفض الخدمة، لأنها فى أية صورة
9 15

الصفحة 159