كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 5)
هذا اليوم من أيامى لولا كبر سنى، ففام إِليه ابنه " كلاب " وكان عابدًا زاهدًا،
فقال: لكنى نا أمير المؤمنين أبيع اللّه نفسى، وأبيع دنياى باَخرتى، فتعلق به أبوه،
وكان فى ظل نخل له، وفال: لا تَدع أباك وأمك شسِخين ضعيفين، ربياك صغيرا،
حتى إِدا احتاجا إِليك تركتهما، فقال: نعم أتركهما لما هو خير لى، فخرج غازيًا
بعد أن أرضى أباه (1)، فأبطأ وكان أبوه فى ظل نخل له، ؤإذا حمامة تدعو! رخها،
فرآها الشيخ شبكى، فرأته العجوز يبكى فبكت، وأنشأ يهقول:
لِمَنْ شيخان قد نَشَدَا كتاب اللّه إِن ذكو الكتابا
أناديه ويعرض لى حنين فلا وأبى كلابٌ ما أصابا
لركت أباك مرعشة يداه وأمك ما تسبغ لها شرابا
فإِن أباك حين ثوكت شيخ يطارد أيْنُقًا شزبًا جذابا
إِذا رتَّعن إرْقالاً سراعا أَثَرْن بمكلِ رابية ترابا
طويلا شوقه يبكيك فرِدا على حَزن ولا يرجو الإِيابا
إِذا غنت حمامة بطن وجٍّ على بيف! الها ذكرا كلابا
الا! ينق: هى النودتى. والشزب: أى الضعيفة، مفردها ممازب -
والإِرقال: نوع من سير الإبل. والرتع: هو الرعى. وبطن وجٍّ وَادٍ بالطائف.
فبلغت هذه الا! بيات عمر، فأرسل إِلى أبى موحمأ الا"شعرى برَدٍّ كلاب،
فوافاه، فقال له: بلغنى أن أبااب وَجَد بفراقك وجدا شديدً أ، فبماذا كَنت تبره؟
قال: لمحنت أوثره، وأكفيه أمره، وكنت أَعْمَد، إِذا أردت أن أحلب له لبئا، إِلى
أغزر ناقة فى! إِبله، فأسمنها واريمحها، وأتركها حتى تستقر، ثم أغسل أخلافها
حتى تبرد، ثم أحتلب له فأسقيه، والا خلاف هى أطراف الضرع.
فبعث عمر إِلى أبيه، فجاءه، فدخل عليه، وهو يتهادى، وقد انْجنى، فقال
__________
(1) قيل: إِنه اكتتب نفسه فى جيش اًبى موسى الأ شحرى، كما فى معجم البلدأن، وقيل:
إِنه هاصهإلى البصرة، كما كأ أسد الغابة.
16