كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 5)

نوع من الرق، أو مشابه له، تأباه أكثر النفوس، ولا تقبله إِلا مرغمه تحت وطأة
الحاجة، لكنها أهون وأشرفت من عمل غير مشروع.
إِن الخدمه لا ينبغى أن ينظر إِليها دأئمًا وفى كل الأ حوال، نظرة احتقار، كما
كان فى الا! زمان الأ ولى، فالخادم حر، ومن ولد حرًّا لا ينبغى أن يحتقر أو يستعبد،
وهو إِنسان وليس حيوانًا، حتى يعامل بقسوة ومهانة، كما سيأتى فى النصوص
التى توصى بالخدم.
2 - ا لاستخدام:
وٍ استخدام الإِنسان لغيره عمل مشروع، استصحابًا لِلاصل الذى كان
موجودا قبل الإسلام، وقد جاء فى القرآن أدن موسى عمل أجيرَا بعد سقى الغنم
لبنتى الشيخٍ الكبير فى مدينِ، وهو شعيب، كما يقول جمِهورِ المفسرين، قال
تعالى: (قالتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبتِ اسْتَاجرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ السْتَاجرْت الْقَوِيُّ الأَمِينُ*
قَالَ إنِيِ أُرٍ يدُ أَن أُنكحَكَ إِحْدَى ابْنَتَي هًاتَيْنِ عَلَئ أَن تَاجُرَنِي ثَمَانِي حجَجٍفَإِنْ
أَتْمَمْت ع! ثئرَا فَمِن جمندِكَ وَمَا أُريد أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِيِ إِن شًاءَ اللَّهُ مِنَ
العئَالِحينَ جي قَالَ ذَلِكَ بَينِي وَبَيْنَكَ أًيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَف! يْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَئ
مَا ئَقُولُ وَكيل! أ القصص: 26 - 28،.
هذا هو مشروع الخدمة وذلك لعقد العمل، وتلك هى روح التعامل بين
الطرف! ت، يسر! اصلاح، وفد تم الاتفاق على العوض، وأشهدا الدّه على ذلك.
وكذلك أقره الإِسلام، لاقتضاء طبيعة الحياة له، فهى لا تقوم إِلا على
التعاون، وضم الجهود وتبادل المنافع، وكذلك لعدم تعارض الاستخدام مع أصل
دينى أو إِنسانى يقدم عليه عند الموازنة.
والنوع الذى يجيزه الإسلام هو ما كان للضرورة أو الحاجة، أما ما كا ن
الغرض منه الترفه والمباهاه شممنوع، ضرورة نهى الإِسلام عن كل مظاهر الكبر
والتفاخر.
والنبى عَ! قد اتخذ الخدم لنفسه، وكان من أخصهم وأشهرهم أنص بن
160

الصفحة 160