كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 5)

الفصل الثائى
حقوق الخدم
الخدم بشر كسائر البشر، شأنهم شأن الخدومبن فى هذا المعنى، ونظوًا لما
توارثه عرف الناس من أن الخادم فى وضع أدنى من مخدومه، الا! مر الذى قد
يحمل الخدومين على إِساءهَ معاملتهم، جاءت الأديان توصى بالرفق بهم، ولعل
من أحسن ما أثر عن الأنبياء السابقين فى هذا المجال قول شعسِب لموسى عندِ
الانفا! ط على العمل: (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجذُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِن
المثَالِحِينَ! أ القصص:27،، فالمشقة تظهر فى تكلمِفه ماَ لا يطيق، او إِلزامه غير
ما اتفق عليه، والصلاح معنى واسع يشمل كل خير مادى وأفىبى فا علادهَ من
لِعمل معه.
والإِسلام كسائر الأ دلِان، أوصى بالخدم خيرًا، كما أوصى بكل ضعيف من
النساء واليتامى والمساكين وغيرهم، وكما تقدم، كان الا"رقاء هم الذين يتولون
الخدمة، فكافت الوصية متجهة إِليهم بحكم عملهم ووضعهم، ففى الحديث
الذى قاله النبى عي! قبل وفاته بخمس ليال: ((اللّه اللّه فيما ملكم! أيمانكم " رواٍ ه
الطبرانى /عن كعب بن ماللش، وِأبو دأود وابنا ماجه عنِ على بلفظ آخر، وقال أيضا
لأبي الهيثم، عندما أعطاه عبدَا: ((واستوص به معروفَا)) رواه البغوى فى مصابيح
السنهَ، وروى البغوى اُيضًا حديث: " لا يدخل الجنة سيىء الْمِلْكة)).
وفى إِطار هذا المعنى قرر الإِسلام لهم حفوقًا، أهمها:
1 - مراعاة شعورهم:
ولهذه المراعاة مظاهر، منها:
(أ) عدم نداء الخادم بلفظ مستهجن، ففى الحد لمجا: (ا لا يقولن أحدكم:
عبدى وأمتى، فكلكم عبيد اللّه، وحصل نسائكم إِماء اللّه، ولكن ليقل: غلامى
وجاريتى، وفتاى وفتاتى)) رواه مسلم.
163

الصفحة 163