كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 5)

وقد أورد ابن عبد ربه فى كتابه العقد الفريد المبمؤال الموجه إِلى الأ حنف
عن الذى علمه الحلم، فأجاب بحادثة أخرى، وقال: من قيس بن عاصم المنقرى،
رأيته قاعدًا بفناء داره محتجيًا بحمائل سيفه يحدث قومه، حتى أتى برجل
مكتوف، ورجل مقتول، فقيل له؟ هذا ابن أخيك قتل ابنبن، فواللّه ما حل حبوته،
ولا قطع كلامه، ثم التفت إِلى ابن أخيه، وقال له: يا ابن أخى أثِمت بربك،
ورمي! ا نفسك بسهمك، وقتلت ابن عمك، ثم قال لابن آخر له: قم يا بنى فوار
أخاك، وخلَّ كتاف ابن عمك، وسق إِلى أمه مائة نامحة دية ابنها، فانها غريبة.
وورد أن معاوية بن الحكم ادعت جاريته أن الذئب أكل الشاة، فلظمها،3
فأعتقها النبى عَيه! بعد علمه أنها مؤمنة، بقولها: اللّه فى السماء وأن! رسول اللّه،
رواه البغوى. (1) لا
وثبت أنه قيل للنبى اكل!: كم تعفو عن الخادم؟ ثلانث مرات، ورد بعدها،
قائلاً: ((أعفو عنه سبعين مرة في اليوم " رواه أبو داود والترمذى، وقال: حسن
صحيح عن ابن عمر.
وحدث أن جارية ميمون بن مهران سقط العشاء من يدها فكظم غيظه
وعفا عنها، بل أحسن إِليها بالعتق. (2)
وكان للمأمون خادم، وهو صاحب وضوئه، فبينما فو يصب الماء على يد يه
إِذ سقط الإِناء من يده، فاغتاظ المأمون عليه، فقال: يا 1 مير المؤمنين، إِن اللّه يقولِ:
(وَالْكَا! ينَ الْغَيْظَ!، قال: كظمت غيظى، قال: ويقول أيضًا: (وَالْعَافِينَ عنِ
النَّامطِ!، قال: قد عفوت عنك، فال: ويقول اُيضًا: (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْ! حْسِنِينَ!،
قال: اذهب فأنخما حر. (3)
ومحل العفو عن الخادم فى خظئه ما لم يكن هناك حد للّه لا يسمقط بالعفو،
كالزنى، روى مسلم وأبو داود والترمذى عن أبى عبد الرحمن السلمى، قال:
__________
(1) مصابيح السنة، عقب: المطلقة ثلاثًا. (2) الإِحياء 1 3 1 96 1) 5
(3) العقد الفريد 1 1 1 35 1).
166

الصفحة 166