كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 5)

والخادم بشر له طاقته كسائر الناسِ، وٍ ليس هو من حديد أو من نوع شاذ لا يعتريه
تعب، قال تعالى: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نمسا الأَ وُسْعَهَا! أ البقرة:286،، والدين
يسر كما هو معروف. - كا لأ
بعث سلمان خادمه لمصلحة، ثم دخل عليه رجل، فرآه يعجن، فقال له:
لمْ؟ قال: بعثت الخادم فى عمل، فكرهت أن أجمع عليه عملين أ أ)، وثبت أ ن
النبى اءالي!، على الرغم مما كان عنده من خدم، كان احيانًا يباشر أعمال البيت
بنفسط، كما تقول السيدة عائشة رضى الله عنها، رواه أحمد وابن سعد وصححه
ابن حبان (2)، فكان يكنس بيته، ونرقع دلوه، ويخيط ثوبه، ويحلب شاته.
وكان عصر بن عبد العزيز لا يوقظ خادمه ليلاً ليصلح المصباح، لأ ن الليل
حفه فى الراحة، ويروى أن عمر كان يذهب إِلى العوالى كل يوم سب!، فإذا وجد
عبدًا فى عمل لا يطيقه وضغ منه. (3)
ومن هنا ينبغى أن يكون للخدم راحة أسبوعية، أو كما يتفقْ عليها، وذلك
ليستجم ويستعيد نشاطه ولا يمل، كما تنبغى معونتهم عند اداء عمل شاق،
وقد أشار إِليه النبى كلَيهطّ قى الحديث، والمراد به إِن كلفتموهم مالاً يدفعونه
ليعتقوأ من الرق فأعينوهم ولو بحط جزء منه عنهم موافقة لقول اللّه تعالى فى
معرض الكلام على تيسير المكاتبة لعتق الِرقِيق: (وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَيَبَ ممَّا
مَلَكَتْ أَيْمَانكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَمتُمْ فِيهِمْ خيْرا وَآتوهم مِّن مَّالِ الالَهِ ائَذِي آتَاكُم!
أ النور: 33،.
وفى الحديث: ((ما خففت عن نجادمك من عمله كان لك أجرًا فى
موازينك)) رواه ابن حبان عن عمرو ين حر! ا. (4)
3 - الإِحسان إِليهم:
الإِحسان إِلى الخدم فى الطعام واالكسموة والمعاملات الأ خرى مرتبة فوق
__________
(1) ال!! اء (2 971 1). (2) المواهب اللدنية (1 2931).
(3) الرق فى نظر الإِسلام ص 46. (4) المرجع نفسه.
169

الصفحة 169