كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 5)
له: كيف أنت يا أبا كلاب؟ فقالْ كما ترى يا أمير المؤمنين، فقال: هل لك من
حاجة؟ قال: نعم، كنت أشتهى أدن أرى كلابًا، فأشممه شمة، وأضمه ضمة، قبل
أدن أموت، فبكى عمر، وقال: مشبلغ فى هذا ما تحب إِدن شاء اددّه تعالى.
تم أمر كلابًا أدن يحستلب لأبيه ناقة كما كادن يفعل، ويبعث بلبنهسا إِليه،
ففعل، وناوله عمر الإِناء، وقال؟ اشرب هذا يا أبا طلاب، فأخذه، فلما اُدناه من
فمه قال: واللّه يا أمير المؤمنين إِنى لأ شَم رائحهَ يَدَىْ كلاب، فبكى عحر، وقال:
هدا! لاب عندك حاضر، وقد جئنا 3 به، افوثب إِلى ابنه وضمه إِليه، وقبله،
فجعل عمر والحاضرون يبكودن، وقالوا لكلاب: الزم أبويك، فلم يزل مقيمًا
عندهما حتى مات.
وقيل: إِلن نسوة كن عنده، وهو يذكركلابًا عند شرب اللبن، فقلن له: قد
كبرت وخرفت وذهب عقلك، فأنشأ يقول:
أعاذل قد عذلتِ بغير قدر ول! تدرين عاذل ما ألإقى
فإِما كنت عاذلتى فودى كلابا إِدْ توجه للعراق
فتى الفتيان فى عسر ويسر شديد الركن فى يوم التلاقى
فلا وأبيكَ ما بالَيْتَ وجدئ ول! لثصفسقى عليك ول! الثمتياقى
وإِيقادى علّيك إِذا شَتَوْئَا وفممك تحت نحرى واعتناقى
فلّو فلق الف! ؤادَ شديدُ وجد لهمَّ سواد قلبى بائفلاق
سأستعدى على الفاروق ربا له عَمَدَ الحجيج إِلى بُساق (1)
وأدعو اللّه محتسبًا عليه ببطن الأخضبين إِلى دُفَاق
إِن الفاروق لم يردد كلالا على شيخين هَامهما زَوَاقِ
اعاذل ترخمِم يا عاذلة، بُسماق جبل بعرفات، أو واد بين المدينة والجار، كما
فى معجم البلدادن، ودُفاق مكادن أو جبل، هامهما زواق، كناية عن موتهما او قرب
__________
(1) رويت هذه الشطرة: له حج الحجيج على اتساق.
17