كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 5)
لذلك، غير اُن ذلك يندر وقوعه، خصوصًا إِذا كانت الخدومة غير متزوجة، ا و
متزوجة غاب زوجها، وقد مر توضيح ذلك فى البند السابق.
وكم رأينا من ماَسى اعتداء الخادم على مخدومته طوعًا وكرهًا، أو الانتهاء
إِلى زواجها منه، على الرغم من الفارق الاجتماعى الكبير بينهما، إِما عن حب
وإما تحت ضغط الستر على الجريمة، بل وقعت فى ذلك ملكات وأميرات، وكانت
الردة عن الدين فى سبيل ذلك كما هو معروف، واذا كان فى الخادم جمال أ و
شباب اشتدت الرغبة إِليه، وبخاصة إِذا حتم العمل لقاءهما كثيرًا أو الخلوة
المنفرده، كسائقى السيارات مثلاً.
ذكر البيهقى فى المحاسن والمساوى (1)،" أن إِسحق بن مسلم العفي! كان
جالسًا عند المنصور، فمر خادم وضىء الوجه، فقال: يا 1 ممِر المؤمنين اى ولدك
هذا؟ فسقال: ما هو بولد، قال: فأى إِخوة أمير المؤمنين هذا؟ قال: ما هو لى بأخ،
فال: فمن هو؟ قال: فلان الخادم، قال: يا أمير المؤمين، فَشَمَّة هذا وَضَضتة احب
إِليها من شمتك وضمتك، قال: فداخل المنصور من ذلك 1 مر عظيم، حتى تغير
وجهه، وأمر بمنع الخادم من دخول دار النساء.
7 - تكليف الخادم بعمل منكر:
لو أمر الخدوم خادمه بفعل شىء فيه معصية للّه، كأن يقدم له خمرًأ، أو ينال
منه محرمًا عند اختلاف الجنسين مثلاً، او يرتكب أى ممنوع شرعًا، فإن الفاعدة
الدينية، تقول: لا طاعة لخلوق فى معصية الخالق، وإذا كان الخادم يرى أن عصيانه
فى فعلِ محرم سيئول إِلى الإضرار به، فإِن كان الضرر الواقع عليه من جراء ذلك
محتملاَ كخصم بسيط من راتبه اوأجرته وجب الصَّمْد 1 مامه، ولعل هذا الصمد
الشريف يوحى إِلى الخدوم بتغيير سلوكه المنحرف، أما إِدا كان لا يحتمل الضرر
كطرده من الخدمة، وهو ما يمكن أن ينتهى إِليه العنف فى العقوبة غالبًا، فإِن كان
طردة يسد عليه كل أبواب الرزق حي! ت لا يوجد غمل شريف، فإِن المعصية التي
__________
(1) 209/ 21).
183