كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 5)
الفصل الثالث
مظاهر البر
تقدم تفسير معنى البر، وما قاله الإِمام الغزالى فى الأصول الجامعة له، ونركز
هنا فى بر الوالدين على المطاهر الآتية:
1 - طاعتهما:
وتكون هده الطاعة بمَحقيق رغباتهما، وتجنب ما يسىء إِليهما، مع الإِسراع
فى الاستجابة والارتياح للتنفيذ؟ ولو كان هدا الارتياح ظاهريًا، وذلك لإِدخال
السرور على قلبهما، فان إِسماعيل قد أجاب أباة حين أخبره أنه رأىِ فى المنامِ ان
يذبحه، فقال: (يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِن الصَّابِرِين!
أ الصافات: 2 0 1،، مع اأن الموت لا يحبه أحد، وبخاصهَ لمن كان فى سن مبكرة.
والطاعة تكون فيما شرعه اللّه، مما فيه منفغة للوالدين، وليس فيه ضرر ظاهر
على الولد، فإِذا أمراه بمحرم كالشرك والسرقهَ وترِك الصلاة المفروصة فلا تجب
طاعتهما، بلى تحرم، بدليل قوله تعالى:! وَإِن جَاهدَالثَ لِتشْرِلثَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِه
عِلْم فَلا تُطِعْهمَا! أ العنكبوتْ 8،، ولا طاعة لخلو! تى فى معصية الخالمحت كماَ
قررته السنة النبوية.
وجاء فى الحديث: " من التمس رصا الناس بسخط الدّه، سخط الدّه -عليه،
وأسخط عليه الناس " رواه ابن حبان فى صحيحه عن عائشة (1)، وقد عصى
الصحابة أمهالهم عند أمرهم بالكفر كما تقدم، ومثل الا مر بالمحرم النهى عن
الواجب، فلا تجب طاعتهما فيه.
ولا يقال: إِن طاعة إِسماعيل لا! بيه إِبراهيم وامنتسلامه لذبحه طاعة فى
معصية، فإِن اللّه هو الذى أمر بذلك، وتنفيذ أمر اللّه طاعة وليس معصية (افْعَل
__________
(1) الترغيب (7813).