كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 5)
الزوجة، ذلك أن الولد قطعة من أمه، وهى أبقى له فى الحب، وفْى عسره ويسره،
وصحته ومرضه، بل إِنها تشقى من أجل أن تسعده، على الرغم مما تلاقيه منه من
معاملة فد نكون قاسية.
تذكر القصسن أن ولدًا ضجر من أمه، فحملها إِلى الغابة ليلاً لتموت، فلما
تركها وحدها فالت له: أتعود إِلى البي! وحدك؟ إِنى أخشى عليك ضراوه
الوحوسز فى ظلمة الليل.
اما الزوجة فقلبها فى كثير من الأ حيان، متقلب حسب غنى الزوج ونسقره،
وصحته ومرضه، وحسن عشرته. وسوئها، ذكر ابن قتنِبهَ الدِّينَوَربس فْى كتابه عيودن
الا! خبار (4/ 9 1 1)، وابن خلِّكان فى ترجمة الحسن العسكرى، كما نفله
الدميربس فى كتابه (حياة الحيوان - مادة يعسوِب) أن صخر بن عمرو بن الشريد
أصابه جرج كبير فى قتال، فمرض منه ظويلاَ، حتى مات به حوالى سنة ه 6 أ م
قبل الهجره النبوية، وكانسَا تُمَرِّضه أمه وزوجته سلمى، او سلسمى بنت كعب،
التى كان قد خطبها فأتجا، ثم أسرها فى حرب بنى أسد ضد قومها بنى سليم،
وخلصها وتزوجها، وكانت هذه الزوجة إِذا سئلت عن حاله وهو! ريض، فالت:
لا حىٌ فيرجى، ولا ميت فَيُنْسى أو يُبْكَى، أما أمه فكانت تقول إِذا سسلت عنه:
أصبح بحمد اللّه صالحًا، ولا يزال بحمد اللّه بخير ما رأينا سواده بيننا، فلما سمع
صخر قول زوجته، وعاتبها علنِه، قالث له: نَعَمْ قُلْتُه غير معتذرة، واُنشد:
أرى أم صخر لا تَمَلُّ عيادتى ومَلَّت سليمى مفمجعى ومكائى
وما كنت أخشى أن أكؤن جنازة عليك، ومن يغترّ بالحَدَثان؟
لَعَمْرِى لقد ئَبَّهْتِ من كان ئائما واسمعتِ من كانت له أذنان
وأى 1 مرىء ساوى بائمّ حليلة فلا عاش إِلا فى أذىً وهوان
أهُمّ بأمر الحزم لو أستطيعسسه وقد حيلَ بين العَيْرِ والنَّزوان
فَلَلْموتُ خير من حياة كأنها مُعَرَّسُ يَعْسُوب برأس -لشَان
41