كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 5)

ما تشكو منه زوجتك، وهوِّن أمره، ثم هدئ ثائرتها بأن أمك فى آخر حياتها، لم
يبق لها إِلا القليل ثم تستريح منها إِلى الأبد، واكذب عليها باأن أملث تحبها، أ و
نود الخير لها، وأنها لا لبغى بما تشكو منه الزوجة إِلا مصلحتها، بهذا تكون قد
أَرَحْتها فى ألاستماع إِلى شكواها، وأرحتها فى الحكم، ونصحتها فى وقت
واحد، والكذب هنا مادام فى الإِضلاح لا ضرر فيه.
ثم استمع إِلى شكاة والدتك من زوجتك حتى تكسب رضاها، وعند
الحكم عِدْهَا بأنك ستنتقم لها، ثم إِن شئص فانتقم ولو صوريُّا، ووضح لزوجتك
مبعث هذأ الانتقام، وأنه أمر ظاهرى لا يمس الحب الذى يكنه لها.
وفى الوقت نفسه أنصح والدتك برفق، حتى تَعْذِر تصرفات زوجتك بأنها
جديدة على هذه البيئة، وجاهلة بواجبات الحياة الزوجية والاجتماعية، ولكل
جديد دهشته وحيرته.
هذا المسلك اللبق أفاد فى حالات كثيرة، وتفادت الأ سر به أزمات شديدة،
غير أن بعض الباحثين يشير باستعمال الشدة، فأخفق العلاج وساءت النتيجة،
إِنك إِدن نهرت زوجتك عن مثل هذه الشكايات اتهمتك فى حبك لها، وحَذرَتْ
منك، وأساءت ف! م تصرفاتك على طول الخط، وهى الناشئة الجديدة التىَ قد
تثور ثورتها، فتفكر فى هجر هذا العش الخشن الغليظ، وقد تمكنها الظنروف من
فصم عروة الزوجية، بعد أن كثر فى المجتمع من يعينون على الباطل، ويشهدون
الزور، ويطمسون معالم الحقيقة، وإن أغضبت والد تك فرففمْ! توجيهاتها، ولم
تستمع إِلى شكاياتها، عملت كل حيلة لتنغيص حياتك، وتشويه سمعتلث فى
معاملتها، ووضع العقبات جهد استطاعتها حتى لا يكمل استمتاعك بهذه المرأة
العد و اللدود.
واعلم أن اًكثر الشكايات التى تأتيك من الطرفين مبالغ فيها، لا تتفق فىئمًا
مع المنطق السليمِ، فما أوحى بها إِلا العاطفة التى تستيقظ فى غفلة العقل؟ فلا
تُقِمْ لها وزنًا كبيرَا، ولا ترتِّبْ عليها نتالماسية.
45

الصفحة 45