كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 5)
7 ولكنك إِذا أخفقت فى اتباع هذا السلوك اللين، ولم توفق فى تقريب
وجهات النظر، واستحكمت الخلافات وتوترت العلاقات حتى أصبح الحل لا
يتحقق إِلا بخسارة أحد الطرفين، فماذا تعمل؟
أنت بحكم رياستك لزوجتك يمكنك أن تقفها عند حدها، ولكن لا
يمكنك أن تتحكم فى والدتك، قد يشتط غضب والدتك فلا ترضى بدون طلاق
زوجتك حكمًا، فهل تنزل عند رضاها فتطلق، أو تؤْثر إِمساك زوجتك ونخسر
والد تك؟
هنا تستعين بمن تستطيع من سخصيات تُنْهى الموضوع، دون اللجوء إِلى
خسرأن أحد الطرفين، فإِن لم تفلح فى ذلك، ينظر إِلى الباعث على هذه الأزمة
المعفدة، فإِن كان سببًا معفولاً يقره العقل السليم، ويعاضده الدين فلترضخٍ
لحكم العقل والدين، ولتنفذ بكل ارتياح، حتى لو كان يُ! ضيع منك طرفًا عزيزا
عليك، كما لو شكت الزوجة من والدتك إِيذاء لا يحتمل، ورَثَى العقلأ لحالها
عندما عرفوا الحقيقة، وَأَتَجما أن لعيش فى بي! يضمها معها، فهل تنفصل عن
والديك وإن كان ذلك يغضبهما؟
نعم، لك ذلك، ولا نخمق عاقبة هذا الغضب، فليس له سبب معقول، واللّه
حَكَمٌ عدل، لا يعاقب على غير جريمة، غير أنه لِجب عليك بعد انفصالك عن
والديك ألا تمسلث عنهما نفقة واجبة، وينبغى اُن تتودد إِليهما ما وسعك ذلك،
حتى ولو لم تجد منهما ما يدل على الرضا، وستجد من العقلأ من يَعْذِرل، ولا
يلومك فى تقصير.
ولو شكت والدتك سوء خلق زوجتك بما يمس الشرف والدين، كخيانة
مالية أو تلوث عرض، ولم ترض بدون تطليقها حكمًا، وأقر العقلأ صحة
الاتهام، ووافق الدين على مومفهم، فهل تطلق زوجتك، على الرغم مما فى قلبك
من حب لها، ولو مع هذا السلوك؟
نعم، بادر إِلى التطليق، واكعسب رصا والديك، فذلك من صميم الدين،
46