كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 5)

وقد مر بك ما حدث فى أسرة عمر وأبى بكر، وما علق عليه العلماء، واستنبصوا ا
من أ حكام.
4 - محبة أصدقاء الوالدين وأقاربهما وبرهم:
إِن هذا المظهر من بر الوالدين يدعو إِليه الدين، لأنه يدخل السرور على
قلب الوالدين، وحث عليه النبى كل! بم فعن ابن عمر رضى الله عنهما، أنه سمع
رسول الله عيس!، يقول: ((إِن أَبَرَّ البِرَّ صله الولد أهل وُدِّ أب! يه)) رواه مسلم أ ا)، وهذا
الحديث! ان ذكره ابن عمر فى إِكرام الا صدقاء بعد موت الوالد، لكن اللفظ عام
يتناول إِكرام الوالدين فى إِكرام الأ صدقاء، سواء أكان ذلك فى حال الحياة أم ب! عد
الوفاة، وإذا كان إِكرام الصديق يسره بعد ولمحاته فأولى أن يسره حال حياته.
5 - عدم التأفف
لقد نهى الإسلام عن التأفف والتضجر من مطانب الوالدين، وعن التبرم
بأوامرهما أو بمعاملتهما للولد، لا ن ذلك يؤلمهما، والمطلوب كف الأ ذى عنهما،
وتقديم الخير لهما، فليتقبل الولد أوامرهما ومعاملتهما بأدب ولو فى الظاهر، على
الرغم من معاناه الألم والضيق فى الباطن، فاِن الإِنسان بشر على كل حال، ويكره
ما يؤلمه مهما كان مصدر الإِيلام، ولكن إِذا كان من الوالدين فلا ينبغى أن تظهر
آثار الكراهمِة عليه، قال تعالى فى الِوصية بالوالديؤ إِذا كبرت سبهما بوجه
خاص: م! إِمَّا يَيْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحذفمَا أَوْ كِلاهمَا فَلا تَفل لَّهمَا أ! ث!
أ الإِسراء:23،، ذلك أن المتقدم فى السن تتأثر أعصابه بسرعة، وتتغير انفعالاته
وعواطفه، وتشتد حاجته إِلى من يساعده فتكثر مطالبه، وليس هناك أحد أقرب
إِليه وأولى به من ولده، الذى رباه وتحمل مضايقاته سنين طويلة، فهو يطمع أن
يكافأ على معروفه معه على الا قل، كاُى إِنسان صنع معروفًا مع آخر نشْظر رده،
وأمله كبير فى ولده الذى هو قطعة منه، فلا ينبغى أن يخلف الولد طن أب! يه فيه،
والوصية عامة بمعاونة المحتاج، والوالدان أولى بهذه المعاونة.
__________
(1) (109116).
47

الصفحة 47