كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 5)

فلينزل من أجوائه العالية، وليخفض جناحيه لوالديه، يضع كل شبابه وقوته
وآماله فع! خدمتهما التى هى رحمة بضعفهما وبإِدبار الحياة عنهما.
8 - الدعاء لهما بالرحمة:
هذا الدعاء جعله اللّهٍ فى مقابل تربية الوالدين له، قال تعالى:! وَقُل رَّب
ارْحَمْهُمَا كَمَا رَتيَانِي صَغِيرا! أ الإسراء: 4 2،، وهذا الأ دب مضمومًا إِلى الاَداب
الأ خرىَ، وفاء بحة! التربية والرعاية فْى الصغر، فهو ش! ص على معروف سابق،
وهذا الشكر القول! بالدعاء أدنى درجات الشكر للوالدين، وكأن اللّّه جعله فى
نهاية الوصية بأنواع البر، ليشعر الولد بائه هو الحد الأ دنى لواجحا الشكر، إِن لم
تتيسر المظاهر الأ خرى كما جاء فى الحديث الشريف: ((من أصطنح إِلمِكم معروفًا
فجازوه، فإن عجزتم عن مجازاله فادعوا له حتى تعلموا ان فْد نتْمكرتم، فإِن الدّه
شاكر يحب الشا! رين)) رواه الطبرانى عن عبد الدّه بن عمرو بن العاص، وروى
مثله أبو داود والنسائى وابن حبان والحا 3 (1،، وهذا الدعاء مطلق ليس خاصًا بما
بعد الوشاة، فهو يكون فى حياتهما وبعد مونهما.
هذا ومن الحقوق التى تنظم علاقة الولد بالوالدين أن الوالد لا يُحَدّ إِن
قذف ابنه، شلا يكون الولد سببًا فى إِيذاء ابيه، وكذلك لا يقتصبى من الوالد إِذا
تتل ولده فلا يكون الولد سببًا فى موت من كان سببًا فى حياته.
9 - ذكر العلماء ألوانًا أخرى من البر ونورد بعضها فيما يلى:
(أ) جاء فى كتاب الا ذكار، للنووى ص 228 حديث لم يبين درجته
منفول عنِ كَتاب ابن السنى فى عمل اليوم والليلة، عن ابى هريرة أن النبى ا!
رأى رجلاَ معه غلام، فقال للغلام: " من هذا؟ "، قال: ابى، قال: ((فلا تمش
أمامه، ولا تَحستَسِبَّ له، ولا تجلس قبله، ولا تَدْعه باسمه "، ومعنى: (ا لا تستسب
له " لا تكن سببًا فى سبّه، وكلمة: ((قبله " رويت بكسر القاف، أى 1 مامه وفى
مواجهته، ورويت بفئالقاف، أى قبل أن يجلس هو.
__________
(1) الترغيب (2/ 0 1).

الصفحة 50