كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 5)
وقد راى جمهرة العلماء بناء على هدا الحدلمجا،-وما ورد عن جابر فى سَفْرَة
من السفرات من مثله، وما جاء فى روايات أخرى لغير البخارى، انه لا بأس من
وضع الجريد على القبر، ومثله كل ما فيه رطوبة من الأ سجار وغيرها، وذلك
للتأسى بالنبى كليدط فى ذلك،! ما فعل بريدة بن الحصيب الصحابى، فأوصى أ ن
يوضع على قبره جريدتان.
وقيل: أن المعنى فى ذلك أن الشىء الرطب يسبح، فيحصل التخفيف عن
صاحب القبر ببركهّ التسبمِح، وكذلك كل ما فيه بركة كالذكر وتلاوة القرآن من
باب أولى.
وقال الخطابى: " إِن وضع الجريد غير مشروع، ولا يصح الاستناد فيه إِلى
هذأ الحديث، معللاً ذلك بأن الجريدة ليس فيها معنى يخفف العذاب، بل
التخفيف جاء من أن النبى اكلَيه! دعا لصاحبى الفّبرين بالتخفيف مدة بقاء النداوة
لا لأ ن فى الجريد معنى يخصه، ولا! ن فى الرطب محنى لي! ب! فى اليابس، ونقل عن
الطرطوشى أن ذلك خاص ببركة يد النبى كلَي!، وليس ذلك لغيره من الياس،
ونقل عن القاضى عياض تعليل ذلك بأن غرزهما على القبر كان لا مر مضِب، وهو
قوله: " يعذبان "، كما قال الطيبى: إِن الحكمة فى كونهما ما دامتا رطبتين تمنعان
من العذاب غير معلومة لنا بالطكيد كعدد الزبانسِة.
ولكن ابن حجر يرد على ذلك، فيقول: " لا يلزم من كوننا لا نعلم: أيعدب
أم لا؟ ألا نتسبب له فى أمر يخفف عنه العذاب أن لو عذب، كما لا يمنع كوننا
لا ندرى، أرحم أم لا ألا ندعو له بالرحمة، وليس قى السياق ما يقطع على أنه،
أى النبى كلَ!، باشر الوضع بيده الكريمة، بل يحتمل أن يكون أمرَ به " ا هـ
ملخصًا من فتح البارى (1/ 332).
وبهذا نرى أنه لا مانع من وضع الجريد أو شىء من الخضرة على القبر، رجاء
تخفيف العذاب على صاحبه إِن كان يعذب، وهو على كل حال لا يضر إِن لم
ينفع، ومادام النبى يَمفْد فعله فالراجح الامتثال، والنافع والضار هو اللّه سبحانه،
71