كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 5)
مقدمة
العقوق مصدر عَقَّ، يقال: عق الولد والده عقوقًا ومَعَقَّة، فهو جماقّ وغقَق
كَعُمَر، وجمع العاق عَقَقَة مثل كافر وكفرة، وفى المأثور: ذُقْ عُقَقُ، أى ذق جزاء
فعلك يا عاق، والمادة أصلها القطع، فعقوق الوالدين معناه قظع البر عنهما.
وكما استحبت العقول البرَّ، وأكدته الأديان، أستنكرت العقوق ونفرت
منه، والفطرة السليمهَ تمقته، لأنهَلا شىء أعظم ألما للنفس من أن يحسن الإِنسان
إلى فمخص غايهَ الإِحسان، ويحتمل المشاق فى سبيل سعادته، ثم لا يرى منه
مَكافأة على ذلك، أو قكون المكافأة سوءا أو شرا، إِن العاق بمثابة سجرة قب!
صاحبها فى رعايتها، ثم لم تنبمسا شيئًا، أو أثمرت شوكا وعِلقما.
فبر الوالدين شعور فظرى إِنسانى، ولذلك كان أمرا متففا عليه فى كل
الا! ديان، جاءته تؤكِده، ونادت الولد باسم الإِنسانيةْ اأن يحسن إِلى والديه:
(وَوَصِّينَا الإِنسَان بوالدَيهِ!، وكذلك يكون العقوق مضادًا للفطرة السليمة،
وشذوذَا عن معانى الَإِنسَانية.
ولشدة وقع العقوق على نفس الوالدين كان من آمال بعض العقلأ أ ن
يغنيِهم أدلّه فلا يحتاجون إِلى أولادهم، ناول عمر بن الخطاب رجلاً سيئا، فدعا له
قائلاَ: خَدَمَك ب! نوك!! فقال عمر: بل أعنانا الدّه عبهم. (11
وروى أن عمر فال للنبى كليط: ما بالُنا نَرِقّ على أولادنا، ولا يرقون علينا؟
قال: " لأنا ولدناهم ولم يلدونا " (2)، وهو حديث غير مسند لم أجده فى
الأ حاديث المقبولة.
وقد قيل: إِن العقوق ثُكْلُ من لا ثكل له، أى يشبه فى مرارته النفسية
مرارة موت الولد، فمن لم يمت له ولد، ولكن الولد يعقه كان عقوقه مؤلما
كموته.
وتأخر أعرأجمما فى الزواج تحى كبر وأَسَنَ فسئل عن السبب فى ذلك. فقال:
أبادر ابنى باليتم قبل أن يبادرنى بالعقوق. (13
__________
(1) عيون الا! خيار (3 931). (2) اًدب الدنيا والدين ص 46 1.
(3) المحاسن والمساوى، للبيهقى (2 1 0 9 1).
85