كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 5)
والصديقين والشهداء يوم القيامة هكذا " ونصب اصبعيه: ((ما لم يعق والديه"
رواه أحمد والطبرانى باِسنادين أحدهما صحيح، ورواه ابن خزيمة وابن حبادن فى
صحيحيهما باختصار 10 1)
1 1 - مجاراته فى النار بمثل ما كان يعق به والديه، أى أن ضوره عذابه
تكودن مماثلة لتعذيبه لوالديه، فعن العوام بن حَوْشَب، قال: نزلت مرة حيًّا، وإلى
جانب ذلك الحى مَقْبُرة، فلما كان بعد العصر انشق منها قبر، فخرج رجل،
ورأسه رأس الحمار، وجسدهٍ جسد إِنسان، فَنَهقَ ثلاث نهقات، ثم انطجق عليه
القبر، فإذا عجوز تغزل! مَعْرا اُو صوفًا، فقالت امرأة: ترى تلك العجوز؟ قلت:
مَالَها؟ قالصَ: تلك اُمّ هذا، قلت: وما كانت قصته؟ قالت: كان يشرب الخمر،
فإِذا راح تقول له أمه، يا بنى اتق اللّّه، إِلى متى تشرب هذه الخمر؟ فيقول لها: إِنما
اًنت تَنْهُقين كما يَنْفق الحمار، فقالت: فمات بعد العصر، قالت: فهو ينشق عنه
القبر بعد العصر كل يوم، فينهق ثلاث نهقات، ثم ينطبق عليه القبر، رواه
الأ صبهانى وغيره، قال الأ ضبهانى: حذَث به أبو العباس الأصم إِملأ بنيسابور
بمشهد من الحفاظ، فلم ينكروه 210)
والمقبرة بفتح الباء أو ضمها المكان الذى يدفن فيه الموتى، ونَهَق فى الماضى
بفتح الهاء، وفى المضارع بضمها أو بكسرها.
هذا، وقد روت كتب الأ دب بعقالوقائع التى جازى اللّه بها العاقين بأن
قيض لهم فى الدنيا من يثأرون لاَبائهم واُمهاتهم منهم، منها:
أن جريرًاالشاعر كانت فيه متناقضات واضحة، مع عفته وتصونه، ومع
محافظته على الصلاة كان هجَّاء مقذعًا، وبخاصة للنسماء، حتى قيل: أنه قذف
أكثر من ألف محصنة شمريفة، وكان يشرع فى هجائه بعد انفلاته من صلاة
الصبح، وبعد الهجاء يستغفر ربه، وكان على صلاحه من أعق الناس لوالده،
فقيض اللّه له ولدًا هو ((بلال " رد إِليه العقوق مضاعفًا.
__________
(1) الترغيب (13613).
(2) الترغيب 31/ 137).
87