كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 5)

الفصل الثالث
مظاهر العقوق
عقوق الوالدين قَلَّ من العلماء من ضبطه بحد، وحاول ابن الصلاح أ ن
يعرِّفه بمّوله: العقوق المحرم كل فعل يتأذى به الوالد، أو نحوه، نأذيًا ليس بالهين،
مع كونه لمس من الا فعال الواجبة، فال: وربما قيل: طاعة الوالدين واجبة فى كل
ما ليس بمعصية، ومخالفة أمرهما فى ذلك عفّوق.
غير أن حصر مظاهر العقوق بدفة غير سهل، كمظاهر البر، وعلى هذا، كما
جُمعت مظاهر البر فى الإِحسان والمعروف، يمكن جمع مظاهر العقوق فى مخالفة
الإِحسان والمعروف، الذى بينا بعض مظاهره فى البر، وأريد هنا تفصيل بعف
النقط، وهى:
أ - من العقوق، كما ذكر القرآن الكريم، نهر الوالدين، وقد تقدم تفسيره
بالفعل السيىء أو الزجر عن شىء لا يحبه الولد، سواء أكان ضشروعًا أم غير
مشروع، والواصا أن يقول لهما قولاً كريمًا، فاِذا حدث ضن الوالدين عمل محرم،
كشوب خمر أو ترك صلاة مثلاً فهل يقف الولد ضكتوف اليدين لا ينهاهما ولا
يغير هذا المنكر؟ لقد مرت الإِجابة على ذلك*
واًنقل لك رأى الإِمام الغزالى فى كتابه ((إِحياء علوم الدين " (1)، فقد ذكر
اد للولد أن ينكر المنكر على أبيه، ولكن بالتعريف والوعند والنصح باللطف،
وليس له الإِنكار بالسب والتعنمِف والتهديد، ولا بمباسرة الضرب، وأما الإِنكار
باليد، كاِهراق إِناء الخمر، ورد الا موال المحرمهَ التى عنده لأ صحابها المعروفين،
فذلك ليس فيه إِيذاء لذات الأب كالضرب والسب، فيجوز، لكن يقال: إِن الوالد
__________
(1) 279121).
89

الصفحة 89