كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 5)

وتُقَدَّمُ في الصدقات والنِّحَلِ (¬1) المتصَدِّقُ؛ لأنها فضل، وصاحبه أولى بالتقديم.
قلت: أطال -رحمه الله - فيما لا طائلَ تحته من توجيه أوضاعٍ اصطلاحية لا يختلف حكمُ الشرع باختلافها، ولا يترتب عليها فائدة.
(إن بعض النخاسين): - بنون وخاء معجمة -؛ أي: الدلالين.
(يُسَمِّي آرِيَّ خُراسانَ): ببناء يسمِّي للفاعل، وفاعلُه ضميرٌ يعود إلى البعض المتقدم، وآرِيَّ مفعوله الأول، وخراسانَ مفعوله الثاني.
قال القاضي: وأرى أنه نقصَ من الأصل بعد آري لفظةُ دوابه (¬2)؛ يعني: أنه كان (¬3) الأصل: يُسَمِّي آرِيَّ (¬4) دوابه، فنقص لفظَ: دوابه.
قلت: يمكن أن يوجَّه بأنه من حذف المضاف إليه، وإبقاءِ (¬5) المضافِ على حاله، وبأنه على إرادة اللام (¬6)، فقد جوزوا الوجهين فيما سمع من قولهم: "سلامُ عليكم" - برفع سلام مع عدم تنوينه -، ويأتي الوجهان في قراءة من قرأ من أهل الشواذ: {فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} [المائدة: 69]- بضم الفاء مع ترك التنوين -؛ أي: فلا خوفُ شيءٍ عليهم، أو: فلا الخوف، فكذا ما نحن
¬__________
(¬1) في "ع": "والتحمل".
(¬2) انظر: "مشارق الأنوار" (1/ 28).
(¬3) في "ع": "إذا كان".
(¬4) في "ج": "أي أرى".
(¬5) "المضاف إليه وإبقاء" ليست في "ع".
(¬6) في "ع" و"ج": "اللازم".

الصفحة 16