كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 5)

(ألا أعملُ (¬1) لك شيئًا تقعدُ عليه؟): ظاهر هذا معارض للأول، والوجهُ في الجمع: أن تكون المرأة هي (¬2) التي ابتدأت النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - سؤالَ ذلك، ثم أضربَ عنه - عليه الصلاة والسلام - حتى رآه صوابًا، فبعث إليها فيما كانت ترغب فيه.
وفي الطبراني "الأوسط": من طريق عمرو بن عطية العوفي، عن أبيه، عن جابر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلِّي إلى سارية في المسجد، ويخطب إليها يعتمد (¬3) عليها، فأمرتْ عائشةُ فصنعت (¬4) له منبرَهُ هذا، فلما قامَ إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وتركَ مقامَه إلى السارية، خارتِ (¬5) الساريةُ خُوارًا شديدًا حتى تركَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مقامه؛ شوقًا إلى نبي الله، فمشى نبيُّ الله (¬6) حتى اعتنقَها، فلما اعتنقها (¬7)، هدأ الصوتُ الذي سمعنا.
فقلتُ: أنت سمعتَه؟ فقال: أنا سمعتُه، وأهلُ المسجد، وهي إحدى (¬8) السواري التي تلي الحجرة.
وقال (¬9): لم يرو هذا الحديثَ عن عطية إلا ابنُه عمرو، تفرد (¬10) به
¬__________
(¬1) نص البخاري: "أجعلُ".
(¬2) "هي" ليست في "ج".
(¬3) في "ع": "ويعتمد".
(¬4) في "ع": "فبيعت".
(¬5) في "ع": "حادث".
(¬6) "فمشى نبي الله" ليست في "ع".
(¬7) "فلما اعتنقها" ليست في "ع".
(¬8) في "ع": "أحد".
(¬9) "وقال" ليست في "ج"، وفي "ع": "قال".
(¬10) في "ع": "ويفرد"، وفي "ج": "انفرد".

الصفحة 30