كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 5)

فلما كان الإسلام، تأثموا من التجارة، فأنزل الله: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ}): سأل ابن المنير عن الفرق بين حِجْر ثمود، وبين أسواق الجاهلية؛ حيث أسرع - عليه الصلاة والسلام - لما دخل الحِجْر، وأمرهم أن لا ينتفعوا بشيء منه، حتى لا يأكلوا العجين الذي عجنوه بالماء، وإذا أبحنا أسواق الجاهلية، فقد طال المكث فيها، والانتفاع بها.
وأجاب: بأن أهل الأسواق لم يتعاطوا فيها إلا البيع المعتاد، وأما ثمود، فإنهم تعاطوا عقرَ الناقة، والكفر بالله ورسوله، ونزلت عليهم النقمةُ هناك، فهذا فرقُ ما بينهما.
* * *

باب: شِرَاءَ الإبِلِ الْهِيمِ، أَوِ الأَجْرَبِ
الْهَائِمُ: الْمُخَالِفُ لِلْقَصْدِ فِي كُلِّ شَيْءٍ.

(باب: شراء الإبل الهيم، أو الأجرب): الهِيْم: - بكسر الهاء وسكون الياء -: جمعُ أَهْيَمَ وهَيْماءَ.
وقال البخاري: الهائمُ: المخالفُ للقصد في كل شيء، كأنه (¬1) يريد أن بها (¬2) داءَ الجنون، وعليه اقتصر ابن بطال، فقال: الهيام كالجنون.
واعترضه ابن المنير: بأن الهيم (¬3) ليس جمعًا لهائم.
¬__________
(¬1) في "ع": "منه".
(¬2) في "ج": "يهاد".
(¬3) في "ع": "الهيام".

الصفحة 34