كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 5)

(حلب (¬1) كُثْبة): -بضم الكاف وإسكان المثلثة وبموحدة فهاء تأنيث-؛ أي: شيء (¬2) قليل.
وقال يعقوب (¬3): الكثبةُ: قدرُ حَلْبَةٍ، وكذا في "الصحاح".
وزاد عن أبي زيد: "مَلْءُ القدح"، فهو كالسوط التي اغتفر التقاطه من اللبن (¬4)، وأدخل (¬5) البخاري هذا الحديث في أبواب اللقطة؛ لأن اللبن إذ ذاك في حكم الضائغ المستهلَك، فهو كالسوط التي اغتُفر التقاطُه، وأعلى حاله أن يكون كالشاة، وقد قال فيها: "هي لكَ، أو لأخيكَ، أو للذئب"، كذا هذا اللبن إن يحلب، ضاع. كذا في الزركشي (¬6)، وهو مأخوذ من ابن المنير، وجرى على عادته في عدم نسبة ما يستحسنه إلى قائله.
قلت: قد يُمنع ضياعُه مع وجود الراعي الموكَّلِ بحفظه، وبهذا يقدح في تشبيهه (¬7) بالشاة؛ لأنها بمحل مضيعة (¬8) بالفرض؛ بخلاف هذا اللبن، قال: وهذا أولى من قول من تأوله (¬9) على أنه مال حربي؛ إذ العناية لم تكن أحلت بعد.
¬__________
(¬1) في "ع": "ويحلبها حلب".
(¬2) "شيء" ليست في "ج".
(¬3) في "ع": "بعضهم".
(¬4) انظر: "الصحاح" (1/ 209)، (مادة: كثب).
(¬5) في "م": "وأخل".
(¬6) انظر: "التنقيح" (2/ 542).
(¬7) في "ع": "تشبهه".
(¬8) في "ع": "مصنعه".
(¬9) في "ع": "تأويله".

الصفحة 347