كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 5)

رضيتُ بهذا البيع على ما فيه من التدليس، ولا أُعدي عليك وعليه حاكمًا، ولا أرفعكما إليه.
ولم يقف الخطابي على هذا المعنى، وحمل العدوى على ظاهرها، فقال: لا أعرفُ للعدوى في الحديث معنى إلا أن (¬1) يكون ذلك داءً إذا رعت (¬2) مع سائر الإبل، أو (¬3) تُركت معها، ظُن بها العدوى (¬4).
قلت: هذا الكلام برمته في "شرح مغلطاي"، وتبعه ابن الملقن على عادته في الأخذ منه، والاعتماد على كلامه من (¬5) غير تسميته (¬6) له، والظاهر أن قوله: لا عدوى تفسيرٌ لقضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: "لا عَدْوَى" (¬7).
فإن قلت: ذاك إنما ورد (¬8) في الأجرب، والبخاري ترجم على الهيم والأجرب، وإنما ذكر الهيم؟
قلت: أجاب عنه ابن المنير: بأن السبب في ذلك كونه اكتفى باستشهاد ابن عمر بقوله (¬9) - عليه الصلاة والسلام -: "لا عَدْوَى"، وهذا إنما وردَ في الأجرب، فدل ذلك على تسوية ابن عمر بين هذه العيوب، وشراءِ ما هي به
¬__________
(¬1) في "ع": "أن لا".
(¬2) في "ع": "أرغب".
(¬3) في "ع" و"ج": "و".
(¬4) انظر: "التنقيح" (2/ 476).
(¬5) في "م": "في".
(¬6) في "ع"و "ج": "تسمية".
(¬7) انظر: "التوضيح" (14/ 213).
(¬8) في "ج": "قال إنما روي".
(¬9) في "ج": "بين بقوله".

الصفحة 36