كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 5)

الابتداء بها، وحرفُ النداء على هذا محذوف؛ أي: يا بن أختي! ومثلُه جائز إجماعاً، فيبحث عن تحرر (¬1) الرواية فيه.
(إنْ كنا لننظر إلى الهلال): "إنْ" هذه مخففة من الثقيلة عند البصريين، والسلام فارقة بينها وبين النافية، وأما الكوفيون، فيرونها: "إن" النافية، ويجعلون اللام بمعنى إلا.
(ما كان يُعيشكم؟): بضم حرف المضارعة، وهو مضارع أَعاشَ.
(قالت: الأسودان: التمرُ والماء): هذا على التغليب؛ كالعمرين والقمرين، وهذا صريح في أنه من قول عائشة.
وقال صاحب "المحكم": فسره أهل اللغة بالتَّمر والماء، و (¬2) عندي أنها إنما أرادت الحرَّة والليل، وذلك لأن وجود التمر والماء عندهم شِبَعٌ ورَي (¬3)، وخصبٌ لا سَغَبٌ، وإنما أرادت عائشة -رضي الله عنها- أن تبالغ في شدة الحال، وينتهي (¬4) في ذلك إلى ما لا يكون معه إلا الحرَّة والليل، وهو أذهبُ في (¬5) سوء الحال من التمر والماء (¬6).
قلت: كأنه لم يقف على هذا الحديث، فخبطَ [خَبْطَ] عشواء، وأما إن وقف عليه، وفسر بعد ذلك مراد عائشة -رضي الله عنها- بما قاله،
¬__________
(¬1) في "ع": "تجوز".
(¬2) الواو ليست في "ع" و"ج".
(¬3) في "ع" و"ج": "وروي".
(¬4) في "ع": "ينهي".
(¬5) في "ج": "من".
(¬6) انظر: "التنقيح" (2/ 565).

الصفحة 449