كتاب مصابيح الجامع (اسم الجزء: 5)

قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! كَيْفَ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، وَفِيهِمْ أَسْوَاقُهُمْ، وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: "يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، ثُمَّ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ".
كيف يخسف بأولهم (¬1) وآخرهم، وفيهم أسواقُهم): -بالسين المهملة وبالقاف-، وفي "مستخرج أبي نعيم": وفيهم أشرافهم -بالشين المعجمة والفاء-.
وعند الإسماعيلي: وفيهم "سواهم" بدل "أسواقهم"، قال: ورواه البخاري: "وفيهم أسواقهم"، وليس هذا الحرف في حديثنا، وأظن أن أسواقهم تصحيف، فإن الكلام في الخسف بالناس لا بالأسواق.
قيل (¬2): ويحتمل أن المراد بالأسواق (¬3) هنا الرعايا.
قال صاحب "النهاية": السوقة من الناس: الرعيةُ، ومَنْ دون الملك، قال: وكثير من الناس يظن السوقةَ أهلَ الأسواق، لكن هذا يتوقف على أن السوقة تجمع على أسواق (¬4).
وذكر صاحب "الجامع": أنها تجمع على سِوَق؛ كقِيَم (¬5).
قلت: لكن البخاري إنما فهم منه أنه جمع سوق الذي هو محل البيع والشِّراء، فينبغي أن يحرر النظر فيه.
¬__________
(¬1) في "ع": "بهم بأولهم".
(¬2) في "ج ": "وقيل".
(¬3) في "ع": "بأسواق".
(¬4) انظر: "النهاية في غريب الحديث" (2/ 424).
(¬5) انظر: "التنقيح" (2/ 477 - 478).

الصفحة 46