كتاب جامع الصحيحين لابن الحداد (اسم الجزء: 5)

3880 - (م) - حدثنا الحسن بن أحمد، قال: أنا أبو سلمة ومحمد ابن المفضل، قالا: أنبأ عبد الله بن أحمد، قال: أنبأ الحسن، قال: ثنا قتيبة، قال: ثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن سهيل، عن أبيه:
عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: ((لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله، يفتح الله تعالى عليه))، قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ، قال: فتساورت لها رجاء أن أدعى لها، قال: فدعا رسول الله [صلى الله عليه وسلم] علي بن أبي طالب، فأعطاه إياها وقال: ((امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك))، قال: فسار علي شيئا، ثم وقف؛ ولم يلتفت، فصرخ: يا رسول الله! على ماذا أقاتل الناس؟ قال: ((قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا مني دماءهم وأموالهم؛ إلا بحقها، وحسابهم على الله عز وجل)).
3881 - (م) - حدثنا أحمد بن سهل، قال: أنبأ أبو سعيد، قال: أنبأ أبو عمر، قال: أنبأ الحسن، قال: ثنا أبو بكر، قال: ثنا هاشم بن #12# القاسم، قال: ثنا عكرمة بن عمار، قال:
حدثني إياس بن سلمة، قال: أخبرني أبي قال: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي بن أبي طالب، فقال: ((لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله –أو: يحبه الله ورسوله-))، قال: فجئت به أقوده أرمد حتى أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبصق في عينه، فبرأ، ثم أعطاه الراية، فخرج مرحب يخطر بسيفه، فقال:
قد علمت خيبر أني مرحب
شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فقال علي:
أنا الذي سمتني أمي حيدره
كليث غابات كريه المنظره
أوفيهم بالصاع كيل السندره
قال: فضرب رأس مرحب، فقتله، وكان الفتح على يديه.

الصفحة 11